بسبب التلاعب.. تجارة دمشق تغلق عشرات المحال يومياً واستياء من ظهور حيتان السوق

NPA
يسود الحركة التجارية في دمشق، تلاعب كبير في أسعار المواد، من قبل تجار يتذرعون بشرائها من السوق السوداء، مستغلين الأزمة الجارية في سوريا، لتحقيق مصالحهم على حساب مصالح المواطنين، ما أثار استياء السكان من ظهور حيتان السوق.
محاولات ضبط السوق
وتحاول وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك الحكومية السورية، ضبط السوق الداخلية بحيث وصل إغلاق المحلات المخالفة لنحو /40/ محلاً يومياً ضمن محافظة دمشق فقط.
وفي تصريح لمسؤول في قطاع التموين والصناعة والتجارة الداخلية بمحافظة دمشق، مازن الدباس لصحيفة الوطن الموالية للحكومة السورية، أشار إلى أنه يتم يومياً إغلاق نحو أربعين محلاً تجارياً في المحافظة.
في حين يقوم مراقبون من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أو من محافظة دمشق بمراقبة شديدة على الأسواق عبر جولات متابعة للأسواق وبشكل متواصل، ويتخذ بحق من يتلاعب بالأسعار الإجراء اللازم وتوقيفه، وفي حال وجود أي شكوى تعالج بأرضها.
لعبة السوق السوداء
وعلّل دباس أسباب مشاكل السوق وارتفاع أسعار السلع والخدمات أنها "لا تعود للدولار في السوق السوداء وحده، وأن هناك لعبة هي السوق السوداء للتجار، وتعني بأن هناك صنفين من التجار."
وبحسب دباس الصنف الأول يستورد البضاعة ويتعهد بتسعير مستورداته وفق سعر التمويل عبر الأقنية الرسمية، أي بسعر صرف /438/ ليرة سورية للدولار.
فيما الصنف الثاني هم الذين يعملون بطرق ملتوية، ويتحركون في الأسواق كيفما شاءوا ويبيعون بالسعر الذي يحقق مصالحهم على حساب مصالح المواطنين.
وينفي دباس ادعاء بعض التجّار أنهم يشترون السلع بسعر السوق السوداء، لأن وزارات الاقتصاد وحماية المستهلك والصناعة بما في ذلك تعليمات رئاسة مجلس الوزراء تعمل لحل الإشكالات الناتجة بهذا الخصوص.
من جانبه، عزا الخبير الاقتصادي الدكتور حيان سلمان تحرك الدولار في السوق السوداء إلى العقوبات الاقتصادية التي فرضت على سورية، ومن بينها المفروضة على المصرف المركزي والمصارف، ما أدى لتضييق حركة الدولار وخاصة منع الصادرات.
حيتان السوق
وأوضح سلمان ذلك بقوله للصحيفة أن الاحتياطات النقدية في المصارف تنتعش من خلال التصدير "ولذلك أصبح لدينا كمية محدودة من الدولارات المتاحة بين أيدي المواطنين، في ظل وجود طلب كبير على القطع الأجنبي لأغراض الاستثمار والسفر والتجارة.. وغيرها."
كما أردف: "عندما يزداد الطلب على العرض يؤدي ذلك لارتفاع الدولار أمام الليرة السورية."
فيما انتقد سلمان ظاهرة التجّار الحيتان في السوق، مؤكداً أنهم سبب رئيس لارتفاع الأسعار، وهم الذين يصطادون في المياه العكرة ويتعمدون استغلال الأزمة لزيادة أسعار السلع التي تم استيرادها بنسبة زيادة أسعار الدولار.
وبيّن أن ذلك خاطئ لأن تغيير سعر السلعة مع الدولار مرتبط بنسبة التكلفة الدولارية في تلك السلع.
كذلك أورد مثالاً على ذلك "عندما تستورد سلعة نسبة المكون الخارجي فيها 15% من القطع الأجنبي (التكلفة الدولارية) والدولار ازداد 60%، فمن غير المقبول رفع سعر السلع بنسبة 60%، مع تجاهل أن 85% من تكلفة السلعة غير مرتبطة بالدولار".