أربيل- نورث برس
في محل بمخيم “قوشتبه” في مدينة أربيل، تنهمك شيرين في صناعة العوامة السورية ويبدو من حركة يديها السريعة أنها اكتسبت خبرة جيدة في طريقة إعدادها، بينما يحضر شاب بالقرب منها عجينة القطايف مستخدماً شوبك طويل لرق وفرد العجين، وفي زاوية أخرى يعمل شاب آخر على تجهيز الكنافة.
تحرص شيرين بكر ولخبرتها الطويلة على توجيه العمال لوضع مكونات كل نوع من الحلويات بدقة وخاصة مقادير كتلة العجين وكمية السكر، دون زيادة أو نقصان، وتشرف بنفسها على ضبط الوقت المناسب لطبخها وتفقده في الفرن.
قبل نحو عشرة أعوام، بدأت “بكر” مشروعها بصناعة الحلويات، ذلك بعد أن أجبرتها الحرب على اللجوء مع عائلتها إلى إقليم كردستان العراق.

تقول لنورث برس: “عندما جئنا لم نجد سوى الخيام، حتى الطرقات لم تكن معبّدة، رغم ذلك قررت العمل، من خلال مشروعي الخاص حوّلت رحلة لجوئي إلى قصة نجاح”.
في دمشق كانت اللاجئة السورية تمتلك محلاً للخياطة والتطريز وكانت تصب كل اهتمامها على هذا المجال ولكن بعد قدومها إلى أربيل عجزت عن شراء آلات الخياطة والبدء من جديد، فاشترت فرناً كهربائياً صغيراً ومن داخل خيمتها أطلقت مشروعها.
تعلمت “بكر” صناعة كل أنواع الحلويات ومكونات كل نوع عن طريق “يوتيوب”، فبدأت بصناعة أنواع بسيطة كالمشبك والعوامة والقطايف، “كنت أطبّق الخطوات وأضيف على الوصفات وأدعو الأصدقاء للتذوق، ثم أعدّل حسب الآراء”.
لم تخلو تجربتها من صعوبات، فصناعة الحلويات داخل الخيمة وعدم توفر الكهرباء دائماً، كان يضطرها لتحضير كميات قليلة جداً، وبيعها ضمن المخيم فقط.
بعد عدة سنوات من العمل داخل الخيمة، تحسنت أوضاع “بكر” لتفتح محلاً خاصاً بصناعة الحلويات في المخيم وزادت من الكميات المنتجة وخاصة أنها بدأت ببيع كمية منها خارج المخيم، وهو ما زاد من مردودها المادي.
وفي المحل يعمل خمس شبان برفقة “بكر” التي تشرف على جميع أمور العمل، لتتحوّل صناعة الحلويات إلى مصدر دخل لعائلاتهم.
تقول اللاجئة، “بالإرادة كل مستحيل يتحقق، لم أكن أتوقع أنني من خلال متابعة مقاطع لتعليم صناعة الحلويات عبر يوتيوب سأفتح محلاً ويصبح مصدر لرزقي، حققت من خلال هذا العمل ذاتي”.