عقب سيطرة “تحرير الشام” على عفرين.. ما مستقبل صناعة وتجارة المخدرات؟
عفرين ـ نورث برس
يرى مصدران من الفصائل المسلحة المتواجدة في عفرين شمالي حلب، أن سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) سابقاً، على عفرين، يعتبر بداية صعود غير مسبوق لسوق المخدرات في المدينة وريفها.
وفي الرابع عشر من هذا الشهر، سيطرت هيئة تحرير الشام على مدينة عفرين، عقب اشتباكات مع الفيلق الثالث الذي أجبر على الانسحاب نحو مدينة أعزاز وريفها.
وانتهت المواجهة مبدئياً، بوقوف هيئة تحرير الشام في منطقة كفر جنة وانسحابها جزئياً نحو إدلب، مقابل منع دخول الفيلق الثالث إلى مناطق عفرين التي تبقى تحت سيطرة جهاز أمن الهيئة والفصائل الحليفة.
وسيطر جهاز الأمن العام التابع لتحرير الشام، على مفاصل الحياة في عفرين، بالتنسيق مع الفصائل الحليفة كالحمزة والعمشات وفيلق الشام.
وكشف مصدران أحدهما أمني في فصيل السلطان مراد التابع لهيئة ثائرون، وهي إحدى تشكيلات الجيش الوطني، والآخر من فصيل الحمزة ضمن الجيش الوطني، عن أن سيطرة الهيئة تعتبر بداية صعود غير مسبوقة لسوق المخدرات.
وأشار المصدران إلى أن ذلك يكون سواءً عبر توسيع السوق المحلي أو استقبال شحنات قادمة من مناطق نفوذ الفصائل الإيرانية وقوات الحكومة السورية، المتاخمة لعفرين من الناحية الجنوبية.
بداية الازدهار
ازدهرت صناعة وتجارة المخدرات الطبيعية والصناعية في مدينة عفرين خلافاً لمناطق سورية أخرى، في ظل سيطرة الجيش الوطني.
ويعود ذلك لموقعها الجغرافي الاستراتيجي شمالي حلب، والذي يعتبر ممراً سريعاً للمخدرات المصنعة عبر المعامل المحلية أو القادمة من مناطق نفوذ الفصائل الإيرانية وقوات الحكومة نحو السواحل التركية باتجاه دول الخليج والدول الأوروبية.
وباتت عفرين، تضم أكثر من 7 معامل للمخدرات، إضافة لحقول الحشيش التي باتت تزرع في ريف عفرين وتحديداً على الشريط الحدودي مع تركيا.
ويضاف إلى ذلك أسباب أخرى لنشاط سوق المخدرات في عفرين من ناحية الإنتاج والترويج أبرزها: “مسؤولية قيادات عسكرية وأمنية في الجيش الوطني عن عمليات الإنتاج والترويج، وتعتبر المخدرات أبرز مصادر الدخل المعتمدة لهذه الفئة”، بحسب المصادر.
وتهيئ الفوضى الأمنية والحكم الفصائلي، مناخاً مميزاً لإنتاج وتجارة المخدرات تحت أنظار السلطات التركية التي تتخذ موقف المتفرج فقط.
ومبرر هذا الازدهار هو “إقصاء هيئة تحرير الشام مع فصائل الجيش الوطني الحليفة للعدو الأبرز المتمثل بالفيلق الثالث”.
إذ شكلت العداوة بين الفيلق الثالث والفصائل المعارضة الموالية لهيئة تحرير الشام، أبرز العقبات التي عرقلت شحنات مخدرات متنوعة بمئات آلاف الدولارات، كنوع من الثأر وليس حرصا على المجتمع، بحسب المصدر.
ويضم الفيلق الثالث، 6 فصائل، وهي: (الجبهة الشامية وجيش الإسلام وفيلق المجد ولواء السلام وفرقة الملك شاه والفرقة 51).
ويمتلك الفيلق عبر عدد من قادته العسكريين والأمنيين معامل للمخدرات والحشيش في مدن أعزاز ومارع والباب واختارين شمالي حلب، إضافة لمعمل في كفر جنة تم تفريغه بعد سيطرة الهيئة عليه.
هدف الهيئة
وتتخذ الهيئة من مداهمتها لمنازل أحياء في عفرين حجة للبحث عن متعاطي المخدرات، لكن الحقيقة تكمن في إطار ملاحقتها لعناصر الفيلق الثالث، بهدف تصفيتهم أو اعتقالهم، “لتتفرد بتجارة المخدرات”.
والأربعاء الماضي، داهمت عناصر لأمنية هيئة تحرير الشام، منازل في حي الأشرفية بمدينة عفرين، بحجة “البحث عن متعاطي المخدرات”.
وقال مصدر خاص لنورث برس، إن مجموعة من أمنيي الهيئة قاموا بمداهمة منازل بحي الأشرفية يقيم داخلها عناصر تابعين للفيلق الثالث بحجة البحث عن متعاطي المخدرات.
وأضاف أن عناصر الهيئة نفذوا عملية المداهمة متخفين بزي الشرطة العسكرية في المدينة مع عدد من عناصر الشرطة.
إحصائيات المخدرات
وبناءً على مصادر خاصة من بعض تجار المخدرات في منطقة عفرين ممن ينتسبون للجيش الوطني وآخرون مدنيون فإن منطقة عفرين باتت تضم 7 معامل للمخدرات.
وعددت المصادر أنواع المعامل: “(كبتاغون بنوعيه وظروف الحشيش المسماة كف حشيش)، إضافة لأربعة حقول مزروعة بالحشيش (القنب الهندي) بمساحة تتراوح بين ال300 و500 هكتار في كل من منطقة راجو والشيخ حديد شمال عفرين على الشريط الحدودي تحت سيطرة كل من فرقة السلطان سليمان شاه ( العمشات) وفيلق الشام و فرقة الحمزات”.
بالإضافة للأنواع القادمة من مناطق نفوذ الحكومة والفصائل الإيرانية والتي يستحيل تصنيع غالبيتها في المنطقة مثل “الكريستال (الاتش بوز)، والكوكائين والهيروئين والحشيش الأفغاني والكبتاغون البلغاري”.
وبحسب المصادر، يشرف بشكل غير مباشر على حقول الحشيش التي تدخل في عامها الثاني منطقة عفرين، المدعو “صليل الحدار” وهو أحد قادة فيلق الشام، إلى جانب محمد الجاسم أبو عمشة قائد فرقة السلطان سليمان شاه، وذلك عبر كل من أبو سراج الجاسم شقيق أبو عمشة وصهره عمار العمر”.
بالإضافة إلى “أبو زيد الديري وخطاب النايف، وهما من أبرز أمنيي فرقة الحمزة”.
وكرديف لهذه الحقول يوجد معمل لطبخ وتغليف الحشيش بأكياس، وزن 180 غرام للكيس، يدعى “الكف”، ويقع هذا المعمل في منطقة الشيخ حديد على الجانب الشمالي للقرية بالقرب من مقر أبو علي الأمني.
ويتم جمع المحاصيل وإدخالها للمعمل بالتنسيق بين الفصائل الثلاثة حيث يضم المعمل عدة عاملين وعاملات إضافة لخبير في هذا المجال، تركي الجنسية.
بينما معامل المخدرات (حبوب الكبتاغون) فهي: “معمل في راجو شمال عفرين لفيلق الشام وآخر أيضاً في بلدة جنديرس غرب عفرين، حيث تخضع لإشراف أحمد نور وصليل الحدار وعروة الرمو الذين يعتبرون من القيادات العسكرية في الفيلق”.
كما تضم منطقة الشيخ حديد معملاً للمخدرات وسط البلدة ويضم 20 عاملاً بخمسة أجهزة تصنيع، إضافة لمعمل ثانٍ في قرية معرتة القريبة من مدينة عفرين شمالاً ومعمل ثالث في بلدة باسوطة الواقعة غرب عفرين.
من جانب آخر يستحوذ سيف بولات الملقب بسيف أبو بكر، على معملين آخرين للكبتاغون ضمن منطقة عفرين، إضافة لامتلاكه معامل أخرى في شرق عفرين، ويقع المعملان في منطقة عفرين ضمن قرى ( كفر جنة وشران)، بحسب المصدر.