قلة المواصلات في السويداء.. اتهامات تطال السائقين والحكومة تلتزم الصمت
السويداء ـ نورث برس
يضطر أدهم اشتي (17 عاماً) وهو اسم مستعار لطالب مرحلة ثانوية يقطن في بلدة مصادر شرق السويداء، للسير على الأقدام، في معظم الأيام، للذهاب إلى المدرسة والعودة منها.
ولغياب المدرسة في بلدته، يقصد “اشتي”، مدرسة في مدينة السويداء، لذلك يقطع مسافة تقدر بـ9 كيلو مترات ذهاباً وإياباً، وذلك نظراً لقلة حافلات النقل التي تعمل على الخط.
و”اشتي”، ليس الوحيد، يقول لنورث برس: “نحن نزيد عن 18 طالباً وطالبة، ننطلق في الساعة السادسة صباحاً من البلدة سيراً على الأقدام لنصل إلى المدرسة في الوقت المحدد، بعد أن نقطع مسافة 9 كيلو مترات، وكذلك العودة”.
وشهدت محافظة السويداء، الاثنين الماضي، احتجاجاً من قبل سائقي وسائل النقل العامة من حافلات وسيارات أجرة، “نتيجة تردي وضع المحروقات وقلة المازوت المدعوم إضافة لتأخر وصول رسائل استلام مادة البنزين”، بحسب سائقين.
ويشكل واقع المواصلات العامة المتردي، معاناة للسكان في السويداء، وتعد فئة الطلاب والموظفين الأكثر تضرراً، لاعتماد هذه الشريحة على وسائل النقل العامة في تنقلاتها، والتي تكون في الوقت ذاته.
ويتهم سكان في السويداء سائقي حافلات النقل العامة بـ”سرقة” الكميات المخصصة من المحروقات وبيعها في السوق السوداء بهدف الربح، ما يتسبب بغيابهم عن الخطوط المخصصة لنقل الركاب.
لكن سائقين تذرعوا بنقص كميات المازوت المخصص لآلياتهم، وهو ما يجعلهم يعزفون عن العمل.
ويعمل ربيع مسعود (39 عاماً) وهو سائق حافلة يعمل في نقل الركاب من وسط مدينة السويداء إلى حي النهضة على طرف المدينة الشرقي.
ويقول لنورث برس: “المخصصات الموزعة من مادة المازوت لا تكفي لأكثر من ساعتي عمل، هذا في حال تم توزيع المخصصات بشكل يومي، وهذا نادراً ما يحدث”.
ويضيف: “عبأت مرتين الأسبوع الماضي، ومن المفروض أن يتم تزويدي بالمازوت بشكل يومي، إلا أن هذا لم يحدث”.
وبين اتهام السكان وإنكار السائقين، يخيم صمت المسؤولين على الوضع القائم حول أسباب هذه المشكلات، أو حتى تقديم حلول، “هذا الصمت يترك الأمر مفتوحاً للسجالات والاحتجاجات بين السكان وأصحاب الحافلات”، بحسب بعض سكان السويداء.
وسبق وأعلنت جامعة دمشق فرع السويداء والكائن في بلدة عريقة غرب المحافظة عن توقف الدوام فيها بسبب عدم تمكن الكادر التدريسي والموظفين من الوصول إلى مقر الجامعة، وذلك لغياب المواصلات.
وفي تصريح لنورث برس قال أحد أعضاء الهيئة التدريسية في كلية الميكانيك والكهرباء فرع السويداء، والذي يقطن في المحافظة: “اضطر مراراً لأن استقل سيارة أجرة بتكلفة 18 ألف ليرة، لأصل في الموعد المحدد للمحاضرة، علماً ان راتبي قليل جداً مقارنة بهكذا مصاريف”.
ويعمل محمد الهجري من سكان بلدة قنوات 41 عاماً يعمل موظفاً في معمل خاص بصناعة الصناديق البلاستيكية، بنظام الورديات.
ويقسم دوام “الهجري” على أسابيع عمل متناوب، “أذهب صباحاً لمدة أسبوع، ثم الأسبوع الذي يليه يبدأ عملي في الساعة الثالثة عصراً حتى العاشرة مساءاً وهكذا”.
ويشير في حديث لنورث برس إلى أن طبيعة الدوام ولدت له أزمة كبيرة بالنسبة لتأمين المواصلات، خاصة بعد توقف الشركة مؤخراً عن نقل العاملين في سيارات كانت خصصتها لهم في وقت سابق.
ويفكر “الهجري” بترك الوظيفة بسبب عدم قدرته على دفع أجور سيارات الأجرة، في وقت تغيب فيه المواصلات بسبب وقت عمله.
وكحل للمشكلة اقترح سكان في السويداء، تطبيق آلية التتبع GBS، على وسائل النقل في السويداء، والتي يمكن من خلالها مراقبة عمل وسائل النقل، وحرمانهم من المخصصات، في حال لم يلتزم السائقون بالعمل. مع ضرورة مراعاة المشاكل التقنية التي واجهت الآلية الجديدة في دمشق.
وفي الأسبوع الأول من هذا الشهر، بدأت محافظة دمشق في تطبيق تقنية الـ “GPS” مع السرافيس الـ 14 راكباً، حيث ركَّبت غالبية السرافيس الجهاز وذلك مقابل 350 ألف ليرة يدفعها السائق لقطاع النقل في محافظة دمشق.
وعليه، شهدت المواصلات في محافظة دمشق انفراجاً، وخاصة في أوقات الصباح والمساء، بينما بقيت المواصلات من الريف إلى المدينة تشهد معاناة.