دمشق – أحمد كنعان – NPA
أقام فريق "عمّرْها" التطوعي حفلاً فنياً في ساحة الأمويين بدمشق بتاريخ 21 أيلول/سبتمبر الحالي، تزامناً مع ذكرى اليوم العالمي للسلام الذي أطلقته الأمم المتحدة في العام 1981، والذي يُعتبر أيضاً عيد ميلاد فريق "عمّرها" الذي تأسس عام 2015 وهو تقليد سنوي يقيمه الفريق منذ تأسيسه.
وتضمن الحفل الذي استمر حوالي الساعتين فقراتٍ غنائيةً وفقراتٍ مسرحيةً ورقصاتٍ مولويةً قدمها أكثر من /25/ طفلاً مصاباً بمتلازمة ـ داون، وحضرها أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وأطفال أيتام وجمهور غفير، واختتم الحفل بإطلاق مناطيد صغيرة مضيئة إلى السماء واحتوى كل منطاد على شمعة مضيئة كتبت عليه "أمنية" بخط الطفل أو المتطوع الذي أطلقه.
إحياء الأيام العالمية
تحدّث محمد جدوع المنسق العام للفريق لـ"نورث برس" عن سبب الاحتفال بهذا اليوم، بأنّه يعود إلى اهتمامات الفريق بإحياء الأيام العالمية كيوم المرأة ويوم المسنين وغيرها، وأنهم في بداية تشكيل الفريق كان "الاهتمام منصب على عالم الطفل، ولكن وبعد أن تطور الفريق وزاد عدد المتطوعين اتجهنا اتجاهاتٍ مختلفةً، فقد قمنا بأعمال إغاثة منها توزيع سلالٍ غذائيةٍ للعائلات الفقيرة كما قمنا بحملة توزيع ثياب للشتاء".
وأضاف أنّ فريق "عمّرْها" قام أيضاً بنشاطاتٍ تنموية كثيرة لعلّ أهمها "تدريب طلاب الجامعة على اكتساب مهارات في اختصاصاتهم، وذلك من خلال دورات احترافية مجانية، وقد درّبنا أكثر من خمسين ألف طالبٍ جامعيٍ من جامعة دمشق".
عتب على الوزارات المعنية
وألقى جدوع اللوم على الوزارات المعنية بعدم تقديم المساعدة بالأدوات والوسائل لتسهيل عملهم، مشيراً إلى أنهم "يبخلون علينا بها فهناك عتب على وزارة السياحة ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل"، وأضاف أن "هذا ما يجعل نشاط الفريق محدود جغرافيا" فنشاطنا بمدينة دمشق ومدينة ازرع فقط وهو ما يسمح به التمويل الذي نحصل عليه حالياً".
وعن مصادر تمويل الفريق قال "نحن نعتمد التمويل الذاتي ونعتمد على بعض الشركات الكبيرة وعلى بعض المانحين، ولكن هذه المساعدات التي نقبلها مشروطة بعدم التدخل ببرنامجنا وتوجهنا على الإطلاق" وعن تعاون الجهات المختصة مع نشاط الفريق قال "الجهات المختصة متعاونة من حيث تقديم الموافقات وتقدم لنا التسهيلات وترسل من يساعدنا حين نقيم نشاطاً ميدانياً كنشاط اليوم".
الروح التطوعية
ولدى سؤال المهندس حسن يونس منسق العلاقات العامة عن كيفية التواصل مع المتطوعين قال "عندما نحتاج الى متطوعين فإننا نعلن من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ولكن هناك استمارة يجب أن تحظى بالموافقة كما إننا نلتقي ببعض الشباب في أثناء قيامنا ببعض الفعاليات ويطلبون التطوع".
واستبعد يوسف أن يتحوّل الفريق من عمل تطوعي إلى مؤسسة لها تموليها الدائم بقوله "نحن فريق لا يفكر بالربح ولا يفكر أيضاً بدفع رواتب مقابل الجهود التي تقدم لأننا أصلاً انطلقنا لتنمية الروح التطوع، إضافة إلى الحيادية وعدم الانحياز والتعامل الإنساني".
التطوع يسهل العمل
أما المتطوعة ليلى الشوفي وهي على أبواب التخرج من كلية الهندسة المدنية قالت عن الأسباب التي دفعتها للعمل التطوعي مع الفريق "ناهيك عن إحساسي بأني أقدم شيئاً مهماً للمجتمع وخصوصاً الفئات التي تحتاج مساعدة كأطفال متلازمة داون أو الأيتام أو غيرهم فأنا سأستفيد من هذا التطوع عندما أتقدم للعمل بعد التخرج فكل الشركات تهتم بالمتطوعين بالعمل بالإنساني أكثر من غيرهم".
وأعربت عن سعادتها بحفل اليوم العالمي للسلام لأنه ركّز على الأطفال المصابين بمتلازمة داون كونهم "علمياً الأكثر محبة ومسالمة بين كل البشر وهم الأجدر بالاحتفال بيوم السلام، وعلى الأقل شعروا بمحبتنا لهم".
نشاطات قادمة
الجدير ذكره أنّ فريق "عمّرْها" يقدم فعالياتٍ فنيةً دائمةً كان آخرها في آب/أغسطس الماضي بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني حيث قدم حفلاً فنياً شارك فيه أطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة إضافة للأطفال الموهوبين المتطوعين في الفريق كما قام بحملةٍ كبيرةٍ لتوزيع القرطاسية ولوازم المدرسة للأسر المحتاجة.
وفي مطلع الشهر القادم سيقيم فريق عمّرها حفلاً فنياً بمناسبة اليوم العالمي للمسنين وسيستهدف المسنّين المقيمين بدار الكرامة في منطقة الدويلعة وسيؤمّن وسائط نقلهم إلى المركز الثقافي في المزة مع مرافقين متطوعين.