إدلب – نورث برس
مجدداً تذهب تركيا لإطلاق تصريحات براقة نابعة من “حرصها المزيف اللامتناهي” على وحدة التراب السوري، لتدعو طرفي الصراع فيها إلى ضرورة عقد اتفاق من شأنه إيجاد حل سياسي للازمة، متناسية ضلوعها في إطالة أمد هذه الأزمة، وفقا لتقارير صحافية.
وأمس السبت، دعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، المعارضة والحكومة السورية للتوصل إلى اتفاق على دستور وخريطة طريق تشمل عملية انتخابية وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2254.
وجاء دعوة أوغلو خلال فعالية لمنظمات المجتمع مدني ورجال الأعمال، في ولاية هاتاي المتاخمة للحدود السورية جنوبي تركيا.
وشدد وزير الخارجية التركي على أن بلاده تدعم وحدة تراب سوريا، وإنه يجب عدم السماح بتقسيمها، نقلاً عن وكالة أناضول التركية.
من جانبه رأى مدير مركز أبحاث في نيويورك، إن محاولات التقارب بين دمشق وأنقرة “شكلية” لأهداف سياسية لكِلا الطرفين، وتستثمرها الأخيرة تزامناً مع قُرب انتخابات بلادها.
وأضاف سمير التقي، مدير “معهد الشرق” للأبحاث، في تصريح سابق لنورث برس، أن هذه اللقاءات الأمنية أو محاولات التقارب من الناحية العملية لن تُنتج أي تبدّل رئيسي في الموقف التركي على المدى الطويل.
اعتراف ضمني
وراح أوغلو يلمّح في تصريحه إلى أنه هناك من “ينزعج” من طرحه المذكور آنفاً والذي يروج له منذ أشهر، بعد فشل تركيا في الحصول على الضوء الأخضر بشن عمليتها العسكرية في سوريا.
وأضاف المسؤول التركي متسائلاً لمن كان يلفه من الجموع، “أخبرونا إن كان هناك حل آخر.. هل تقبلون أن تستمر هذه الحرب الأهلية لمدة 50 عاما أخرى؟”. ويحمل هذا التساؤل رسالة ضمنية واعترافاً ضمنياً بضلوع بلاده في إطالة عمر الحرب في سوريا، وفقاً لتقارير صحافية .
ولم يدخر أوغلو جهداً لاستعراض حرص بلاده على الوحدة واللحمة السورية، ليعود ويؤكد طرحهم موضوع المصالحة بأنه الطريقة الوحيدة، “لإعادة السوريين إلى بلادهم بأمان، بمن فيهم السوريون في تركيا الراغبون بالعودة”، ولا يخفى هنا المساعي الحثيثة للحزب الحاكم لتحقيق مكاسب انتخابية.
مصالحة ثم عملية انتقالية
والشيء اللافت في التصريح التركي الأخير أنه يذهب لرسم خريطة الحل السياسي بسوريا، حيث قال أوغلو: “سنقدم الدعم اللازم لإجراء انتخابات نزيهة وشفافة في سوريا تحت رعاية الأمم المتحدة”.
وأشار إلى أن بدء العملية الانتقالية في سوريا “سيكون أيضا خطوة مهمة على صعيد المصالحة”.
ولم يغفل أوغلو في تصريحه عن تعطيل أعمال “اللجنة الدستورية”.
وقال : “لم تحقق أي نتيجة بعد 9 جولات، سنواصل العمل مع الدول الضامنة لتحقيق نتيجة في الجولات القادمة”.
وأشار إلى أنه “بحث هذه القضية مع نظيريّه الروسي والإيراني في نيويورك الشهر الماضي”.
وقال “لن نسمح بتقسيم سوريا”.
ويأتي تصريح أوغلو بعد غياب ملحوظ للملف السوري، في تصريح الرئيس لتركي رجب طيب أردوغان الأخير، خلال رحلة عودته من دولة أذربيجان الجمعة الماضية، وأيضاً بعد رحلة عودته من أستانا حيث التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل نحو أسبوع.
فهل تنم هذه التصريحات عن جديد في الملف السياسي السوري، من شأنه أن يقلب الطاولة رأساً على عقب، لترجح كفة المصالح التركية وخاصة بعد فشلها الأخير في الحصول على الضوء الأخضر بشن عمليتها العسكرية ضد مناطق شمال شرقي سوريا.