إدلب – جواد العبادة – NPA
توجهت مئات العائلات النازحة من ريفي حماة وإدلب إلى بلدة إسقاط شمالي إدلب بالقرب من الحدود السورية التركية، وذلك جراء الحملة الأخيرة التي شنّتها قوات الحكومة السورية والقوات الروسية، قبل أشهرٍ عدةٍ، والتي أدت لنزوح قرابة مليون شخص، وصل معظمهم إلى مخيمات الشمال السوري.
مبادرة المجلس
في مبادرةٍ هي الأولى من نوعها وفي ظل غلاء الأسعار وارتفاع أجور المنازل وجشع التجار، قام المجلس المحلي في بلدة "إسقاط" باستضافة /250/ عائلةً في النزوح الأخير، إذ بادر بافتتاح المنازل المتوفرة مجاناً لهم، بغضّ النظر عن مواصفاتها، فأغلبها منازلٌ غير مكسيّةٌ، لا أبواب ولا نوافذ، ولكن هي أفضل حالاً من الخيام.
وقال رئيس المجلس المحلي فاخر عمر بريدي لـ "نورث برس" إنّ "نتيجة الأوضاع الإنسانية للنازحين وعدم توفر مأوى قام المجلس المحلي بالتعاون مع الأهالي بتجهيز شقق سكنية لأخوتنا النازحين".
وأضاف بأنّهم قاموا بتوفير المستلزمات الرئيسية للسكن من خزانات مياه ودورات مياه والصرف الصحي بالتعاون مع أهالي القرية وأسكنوا فيها /250/ عائلةً، وهو عدد العوائل التي وصلت للبلدة، إلّا أنّ المشروع توقف "لعدم توفر الدعم المادي".
حلول إسعافية
وتابع بريدي أنّ ما قاموا به هي حلول مؤقتة، موضحاً أنّ فصل الشتاء قادم "وهذه الشقق كلها بلا أبواب ونوافذ وغير مكسيّة مما يسمح بتسرّب الهواء عبر ثقوب البلوك، وما قمنا به كانت حلولاً إسعافيةً نحتاج إلى حلولٍ دائمةٍ".
وحول قدرة المجلس وأهالي البلدة في إيجاد حلولٍ دائمةٍ قال بريدي "نحن كمبادرةٍ أهليةٍ لا نستطيع القيام بتلك المشاريع، لذا نناشد المنظمات وجميع الجهات الفعّالة أن تتدخل لمساعدتنا في تأمين النازحين كتركيب الأبواب والنوافذ".
إلى جانب هذه الظروف التي يعيشها النازحون فإن أغلبهم من أرباب العوائل عاطلٌ عن العمل، ويحتاج إلى مصدر رزقٍ لتأمين قوت عائلته.
شتاء بلا أبواب
قال محمد قدور لـ "نورث برس" وهو نازحٌ من بلدة أحسم في جبل الزاوية إنّ "المجلس المحلي قام بتأمين منزلٍ لنا واستطاع تجهيزه بخزان المياه والحمامات، لكن المنزل بلا أبواب ونوافذ، وأنا لا أجد عملاً أؤمن منه دخلاً لعائلتي فكيف لي أن أركّب أبواباً ونوافذ في الوقت الذي نحن فيه على أبواب فصل الشتاء القارس".
وأضاف قدور أنّه من الصعب عليه وعلى عائلته، المؤلفة من /25/ شخص، العودة لقريتهم بعد أن تحوّل منزلهم لركامٍ نتيجة القصف الشديد، شاكياً صعوبة المعيشة في ظل ارتفاع أسعار المواد.
حال معظم النازحين بعد صعوبة العودة لقراهم في عموم مناطق إدلب ليس مختلفاً، ويتخوّف الجميع من الظروف المعيشية الصعبة مع اقتراب فصل الشتاء وعجز المجالس المحلية عن تقديم المساعدات الكافية لهم، ولا سيما غياب المنظمات الإغاثية والخدمية عنهم مع قلة فرص العمل وانتشار البطالة.