ماذا يفعلون في أرضنا؟ مسنّةٌ تسأل على وقع ردم آخر الانفاق في قريتها الحدودية بتل أبيض

تل أبيض/كري سبي – محمد حبش – NPA
" هم في أرضهم ونحن في أرضنا.. ما الذي أتى بهم إلينا؟" تقول فاطمة محمد الحسن التي تبلغ أكثر من مئة عام, وهي جالسةٌ أمام منزلها الذي تم ردم آخر الأنفاق على بعد بضعة مئات الأمتار منه.
بعينيين أبصرتا أحداث مئة عامٍ, ترى فاطمة التي تسكن في قرية تل أبيض الشرقي, والتي انسحبت منها آخر مجموعات وحدات حماية الشعب يوم أمس التزاماً باتفاقية "الآلية الأمنية", أنّ ما يجري حولها فرمانٌ لم ترى مثله من قبل.
"سوريا هي سوريا وتركيا هي تركيا" تقول الجدة التي اختلطت عليها الخرائط والحدود والتي لم تكن على اطلاع بالاتفاق المبرم, متخوفةٌ أغلب الظن من عدم ايجاد مكانٍ ظليلٍ يقيها شمس القرية الحارقة "على الله يا ابني.. على الله".
وقامت دوريةٌ مشتركةٌ بين القوات الأمريكية ومجلس تل أبيض العسكري يوم أمس، بالإشراف على عملية انسحاب الوحدات، بعد ردم خنادقها, التي جهّزتها سابقاً إثر التهديدات التركية باجتياح شمال شرقي سوريا, في ثلاث نقاطٍ حدوديةٍ، شرقي مدنية تل أبيض.
وكانت قد اتفقت الولايات المتحدة وتركيا وقوات سوريا الديمقراطية على "منطقة آمنة" سيتم إخراج وحدات حماية الشعب منها، وفقاً لتصريحاتٍ أدلى بها السفير جيمس جيفري، مبعوث الولايات المتحدة الخاص بشأن سوريا, منتصف الشهر الماضي.
وكان المتحدّث باسم قوة العمليات المشتركة – عملية العزم الصلب التابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة, الكولونيل مايلس ب. كاغينس, قد قال منتصف شهر أيلول/سبتمبر إنّ التحالف يجد نفسه ملزماً بإنجاح الآلية الأمنية من أجل الشراكة القوية مع قوات سوريا الديمقراطية, مثنياً على تجاوب المجالس العسكرية المحلية, وذلك على هامش اجتماعٍ عُقد في نفس اليوم مع مجلس تل أبيض العسكري في مدينة تل أبيض.