قوات الصناديد تجرف تلالاً أثريةً في تل كوجر وتتمركز في كنيسة قرية قصروك
NPA
تُعد قرية قصروك التي تقع على بُعد /5/ كلم إلى الجنوب من الطريق الرئيسي "حلب – اليعربية"، إحدى القرى الأثرية في منطقة الجزيرة، حيث توجد فيها تلةٌ أثريةٌ وكنيسةٌ بُنيت على تلةٍ أخرى أثريةٍ في القرية، متضمنة أحجاراً منقوش عليها كتابات باللغة السريانية القديمة ونقوش لصلبان مختلفة.
واطلعت هيئة الآثار في الإدارة الذاتية الديمقراطية، خلال العام 2015، على واقع التلة في قرية قصروك التابعة لليعربية/ تل كوجر، بهدف توثيق الانتهاكات التي جرت بحق التلة الأثرية، من تجريفٍ وحفر خنادق عسكريةٍ بداخله، إضافة لشق طريقٍ من أسفل التل إلى أعلاه على حدّ تعبير مدير هيئة الآثار الذي اعتبر، أنّ هذه العمليات "مرفوضةٌ وهي جريمةٌ بحق الإنسانية".
هيئة الآثار لم تكرّر زيارتها للتلة منذ الزيارة الأولى، إلّا أنّه جرى تعيين اثنين من الحراس الجوالين، التابعين لمنطقة تل كوجر، تكمن مهمتهم في زيارة التل مرة أو مرتين في الشهر الواحد، بهدف مراقبة التل والاطلاع على واقعه بشكلٍ دوري.
يقول عامر أحمد، مدير هيئة الآثار في إقليم الجزيرة، خلال حديثه لـ"نورث برس" إنّ عمليات التنقيب خلال الأزمات والحروب، ممنوعةٌ، وأنّ سوريا ومن ضمنها منطقة الجزيرة لا تزال تعيش حالة حربٍ، فيما ينوِّه لإمكانية إجراء مسحٍ أثريٍ للتل، وجمع كُسر فخارية لتقييم المراحل التي مرَّ بها التل فقط.
كذلك عثر سكانٌ من القرية على الكثير من الجِرار الفخارية، مع أنواع مختلفةٍ من الأحجار الملونة الصغيرة والكبيرة، بالإضافة لعملاتٍ معدنية قديمة ومتنوعة ومختلفة الأحجام والأنواع.
فيما أكّد سكان لـ"نورث برس" أنّ قوات الصناديد (قوات من عشيرة شمر يتبعون لحميدي دهام الهادي)، جرفت التلة في العام 2013، وعثر السكان داخل الخندق المحفور، على صفوفٍ متراصةٍ من الأحجار الفخارية على شكل بناءٍ قديم.
وشدّد أحد سكان القرية على أنّ أبناء الديانة المسيحية "مسالمون كالسيد المسيح" ويناهضون كافة أشكال العنف، في معرض ردّه على تحوّل كنيسة قرية قصروك إلى مركز عسكري لقوات الصناديد.
وأضاف المواطن سامر دنحو أنّهم ضدّ تواجد القوى العسكرية في الأماكن الدينية، متابعاً قوله "إن كان الهدف هو حماية القرية أو الكنيسة لأن الظروف تقتضي ذلك، يجب أن تكون من خارج الكنيسة وليست من داخلها".
وروى دنحو قائلاً: "عندما أتت القوى العسكرية للقرية كوحدات حماية الشعب أولاً ومن ثم الصناديد، لم نسلم مفاتيح الكنيسة لأحد، وجرى كسر الأقفال، ومن ثم الدخول والتمركز في الكنيسة". وأردف مستدركاً: "لكن نحن لم نحضر أحداً، ولا
نريد أحداً، وبما أنهم أتوا كقواتٍ عسكريةٍ مفروضة علينا لحماية القرية، نعلن أننا لا نريدهم داخل الكنيسة".
فيما علَّقت شنو العلاوي، وهي سيدة من المكون العربي تعيش في القرية، قائلة: "ليس من الضروري أن تتواجد قوة عسكرية في مناطق دينية، لأنها أمكنة للعبادة والصلاة، الكنيسة دارٌ لعبادة الله كما هو المسجد".
وتُعتبر قرية قصروك التي كانت ذات غالبيةٍ سريانيةٍ سابقاً، من أقدم القرى المسيحية في المنطقة، والتي طالتها الأزمة السورية، كغيرها من القرى والمناطق المتواجدة في سوريا.
كنيسة القرية المبنيّة على إحدى التلال الأثرية تحولّت إلى مركز ٍ للقوات العسكرية المختلفة منذ عام 2013 حتى اليوم، أما تلتها الأخرى فقد تم تجريفها بشكلٍ شبه كاملٍ، وأصبحت شبه تلة.
في حين كانت التلتان مصنّفتان ضمن التلال الأثرية، بحسب مديرية الآثار في الحسكة سابقاً، في الوقت الذي اعتبر الباحثون أنّ أثار القرية تعود للقرن السادس عشر ميلادي حسب الدراسات التي أُجريت عليها سابقاً.