مئات المذكرات الأمنية تهدّد حياة أبناء السويداء وتشلّ حركتهم داخل البلاد

السويداء- جبران معروف – NPA
تثقل مئات المذكرات الأمنية كاهل أبناء السويداء، الذين صدرت بحقهم العام الماضي، في حين يشكو آخرون من وجود مذكراتٍ بحقهم منذ السنوات الأولى للحراك الشعبي، وما زالت سارية المفعول تهدّد استقرارهم، وتشلّ حياتهم.
/2,500/ مذكرة توقيف
قال مصدرٌ مطلع، طلب عدم الكشف عن هويته لأسبابٍ أمنية، لـ "نورث برس"، إنّه "يوجد أكثر من /2,500/ مذكرة بحق الشباب من السويداء لدى شعبة المخابرات العامة، المعروفة بأمن الدولة ، وغالبيتها على خلفية الاتصالات، والكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي".
ولفت المصدر إلى أنّ التسوية التي بدأت بداية العام الجاري، بتوجيهٍ من مكتب الأمن الوطني "لم تشمل سوى بضع مئاتٍ غالبيتهم من أصحاب السوابق الجنائية، وهناك اتهاماتٌ أنّهم تعرضوا لعمليات ابتزازٍ مادية، بعضها وصل إلى ملايين الليرات، كما أنها كانت مرتبطةً بعلاقاتٍ شخصيةٍ ومعارف، ما أبقاها محدودة الفاعلية".
وذكر أن باب التسويات مازال مفتوح في السويداء، وكان أخرها التسوية التي عُرضت على إحدى عصابات الخطف والسلب في بلدة عريقة بريف السويداء الغربي، والذين "قد يستفيدون اليوم من العفو الرئاسي الذي أفرد جزء من بنوده لمرتكبي جرم الخطف".
وأوضح أن غالبية الاتصالات التي رفعت كانت "بعد هجوم داعش على قرى الريف الشرقي من السويداء، في تموز من عام 2018، حيث كثر الحديث عن شراء وبيع الأسلحة".
مذكرات معلّقة المصير
من جانبه، قال ماهر، الذي طلب عدم ذكر اسم كنيته، في حديث مع "نورث برس"، "أنا مطلوب إلى أحد الأفرع الأمنية منذ عام 2013، ورغم أني اعتقلت عدة مرات وخرجت، إلا أنّ الفرع لم يرفع عني مذكرة الاعتقال ومذكرة المراجعة".
وأضاف "حياتي اليوم مشلولة تماماً، فأنا لا أستطيع مغادرة السويداء إلى أي منطقة، ولا يمكن أن أقوم بأيّ معاملةٍ رسميةٍ، لعدم منحي موافقة أمنية.. لا يريدون رفع الاجراء ولا يحولون ملفي إلى القضاء ليبت به".
تهمة التواصل مع شرق الفرات
من جهته، قال زياد، شاب من السويداء، إنّه "عقب هجوم داعش على السويداء، كثر الحديث عن تنشيط العلاقات مع منطقة شرق الفرات وعلى رأسها قوات سوريا الديمقراطية وأهالي السويداء، الأمر الذي رُفض بشكلٍ كاملٍ من قبل الحكومة في دمشق".
ونتيجة لذلك تم رفع قوائم بأسماء كل من هو محتمل أن يتواصل مع شرق الفرات حسب قوله، وتابع "كان اسمي من بين هؤلاء، على الرغم أني لا أنوي الذهاب إلى شرق الفرات، لا لشيء إلا لأنني ليس لدي علاقات هناك".
وأضح أنه بالرغم من مراجعته الفرع أكثر من مرة إلا أن الإجراء ما زال قائماً، وآخر مرة أخبروه أن يتوقف عن المراجعة وإن حصل جديد سيتواصلون معه، وهو ما زال ينتظر منذ أشهر دون أن يتواصل معه أحد.
اعتقال أطفال
أما أبو ابراهيم، مقاتل في إحدى الفصائل الرديفة للقوات الحكومية، تحدث عن ابنه الذي لم يبلغ /14/ عاماً قائلاً "تفاجأت بداية العام أنه مطلوب لفرع التحقيق في أمن الدولة في دمشق، وبعد السؤال علمت أن الطلب بسبب رصد راشدات
الفرع اتصالاً يبدو أنه جاء به على ذكر البندقية التي لدي وهي من الدولة".
وتابع أنه عقب عدة محاولات ووساطات، استطاع أن يجري له تسوية, بعد أن مرت به أسابيع في قلق على مصيره، متسائلاً "ماذا لو تم توقيف طفل من قبل الفرع، لا أحد يعلم ما قد يحدث به في الداخل، فقد كان من المحتمل أن يعتقل هذا الطفل وهو متوجه إلى دمشق فقط بسبب مذكرة لم يتحمل من كتبها عناء التدقيق بها".