قلة الخدمات وفقر الحال بريف حماة الشرقي بعد عامين من طرد تنظيم “الدولة الإسلامية”
حماة – سام الأحمد – NPA
تُعاني قرى وبلدات ريف حماة الشرقي والشمال الشرقي من نقصٍ في الخدمات الأساسية وتدميرٍ للبُنى التحتية بعد هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) منذ عامين، ورغم ذلك عاد إليها أهلها بعد تشرّدٍ طويلٍ في مناطق مختلفة من البلاد.
إذ وصلت دفعاتٌ جديدةٌ من الأهالي إلى منازلهم ومزارعهم، قادمين من مناطق اللجوء المختلفة، لاسيما من إدلب، وذلك عبر ممر أبو الظهور الذي افتتحته الحكومة السورية برعايةٍ روسيةٍ بين المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة المسلّحة في إدلب ومناطق الحكومة السورية.
العودة
ساهمت عودة الأهالي إلى بلداتهم وقراهم في انتعاش الحياة رغم الظروف شبه المقبولة نتيجة ما شهدته من تقلباتٍ لتوزُّعِ القوى فيها، حيث كانت في أوّل الأمر خاضعةً لسيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) ومن ثم وقعت تحت حكم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الذي مارس بحق أهاليها قوانينه الصارمة.
ففي قرى وبلدات حوا وأم مويلات والحمرا وأبو سمرا من ريف حماة الشرقي والشمال الشرقي رصدت "نورث برس" أوضاع الأهالي، إذ كان معظمهم قد هرب إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية في حمص وحماة وآخرون إلى مناطق سيطرة المعارضة المسلّحة في إدلب ومنهم من عبر الحدود نحو الداخل التركي وصولاً إلى أوروبا.
محمد دحام الصالح من بلدة حوا يقول لـ "نورث برس" إنّ "ممارسات داعش وعمليات القصاص والقتل العشوائي والتُهم الجاهزة التي كان يُلبسها للأهالي حتى على صغائر الأمور دفعت بالكثير من أهالي مناطقنا للفرار من هذه المناطق، فقصدتُ وعائلتي مدينة حمص عبر طرق تهريبٍ".
العودةُ أحمدُ
ورغم تراجع المنطقة اقتصادياً وقلّة عدد سكانها، والتي تعتمد المعيشة فيها على الزراعة البعلية ورعي المواشي، يتابع الصالح عن عودته للقرية بقوله "مع أن معظم ممتلكاتي دُمّرت لاسيما المواشي والحظائر التي كانت مصدر دخلي الوحيد، فقد عدتُ لقريتي لأبدأ من جديدٍ".
أمّا محمد خليل الموسى من سكان قرية الحمرة في شمال شرقي السلمية بريف حماة الشرقي يتحدّث عن سعادته بالعودة قائلاً إنّ حياتهم باتت أكثر استقراراً وأنّهم سيعيدون بناء قراهم وبلداتهم، متابعاً "صحيحٌ أننا نواجه صعوباتٍ معيشيةً لكنها تبقى أرحم من الأوضاع التي كنا نعيش تفاصيلها المرعبة أيام سيطرة تنظيم الدولة".
الخدمات طبية فقط
تقتصر الخدمات في هذه المناطق على الطبية، حيث تعمل المراكز الصحية والفرق الطبية الجوالة على تقديم خدماتها لشتى المناطق والقرى حتى الصغيرة منها والنائية، بينما الخدمات الأخرى شبه معدومةٌ، فمنشآت المياه والكهرباء مدمّرةٌ وشبكة الطرق بحالةٍ سيئةٍ.
يقول الدكتور موسى صالح إنّ الأولوية هي "نشر الوعي الصحي وإعطاء اللقاحات للفئات العمرية الصغيرة"، موضحاً أنّ الريف ظل لسنوات دون أية رعايةٍ صحيةٍ وطبيةٍ مما ساهم في انتشار بعض الأوبئة والأمراض التي يعملون على معالجتها والوقاية منها.
بهذا الوضع الرتيب وفي ظل أوضاعٍ معيشيةٍ مترديةٍ يتابع أهالي أرياف حماة الشرقية والشمالية الشرقية دورة حياتهم، بمناطق نفضت عن كاهلها غبار الحرب لتعيش بساطتها بوداعةٍ وفقرِ الحالِ، منتظرةً قادم الأيام أن تُعيد إليها الخدمات الأساسية للحياة.