كوباني – نورث برس
يحزم حسين محتويات محلة ويحضرها للنقل بسيارة إلى مدينة الرقة، بعد تراجع عمله في مدينة كوباني، شمالي سوريا.
حسين حمو (32 عاماً)، الذي يعمل في صناعة الموبيليا منذ 16 عاماً، يرغب بترك مدينته، بعد توقف العمل بشكل شبه كامل في آخر عام.
وتشهد كوباني، موجة من الهجرة الداخلية والخارجية، يرجعها سكان إلى الأوضاع الأمنية غير المستقرة نتيجة تكرار القصف التركي على الشريط الحدودي، وتوالي التهديدات بغزو المنطقة، وصعوبة الظروف المعيشية.
بالإضافة إلى التحديات التي تواجه عملهم من نقص المحروقات وتقنين الكهرباء، والإجراءات أثناء جلب الصناعيين لموادهم الأولية من مدن أخرى.

وتراجعت نسبة أصحاب المهن في كوباني خلال الآونة الأخيرة، واضطر البعض منهم لمغادرتها أمام ضعف الحركة الاقتصادية، وأغلبيتهم توجهوا لمدينة الرقة.
يقول “حمو”، إنه منذ عام أو أكثر بقليل، كان يقضي الوقت بين محله والمنزل، وكل أسبوعين تأتيه “حرتوكة” أو “طقطوقة” كما يسميها بالعامية، ولا تكفي لتغطية احتياجات أسرته ومحله.
وكان الرجل الثلاثيني يعمل مع إخوته، لكن سنوات الحرب شتتهم، وافتتح محله الخاص منذ ما يقارب الخمس سنوات بعد عودته للمدينة، ووضع رأسُ مالٍ في محله بلغ أكثر من 10 آلاف دولار.
وبدأت كوباني تشهد تراجعاً ملحوظاً في حركة العمل، عقب سيطرة تركيا والفصائل الموالية لها على سري كانيه وتل أبيض عام 2019، وتفاقم الوضع أكثر قبل عام، حيث يجد غالبية أصحاب المهن صعوبة بدفع أجرة العمال لديهم، لذلك اضطروا لتوقيفهم عن العمل.
ويلقي فتحي شيخو، الرئيس المشارك لغرفة الصناعة في إقليم الفرات، اللوم على مديرية الصناعة لعدم تقديم الدعم الكافي لأصحاب المهن.
وحذر أن المدينة أمام هذا الوضع تواجه “ما يشبه الكارثة”، إذا لم يحصلوا على الدعم اللازم.
وأسقطت مديرية الصناعة في إقليم الفرات، عن كاهلها المسؤولية عن أصحاب المهن، وحولتها لغرفة الصناعة، ورفضت التعليق على الموضوع.
ولا تسعف الظروف عدنان رمي، لترك مدينة كوباني والذهاب إلى الرقة، حيث يعمل الرجل بتصليح المنظِمات الكهربائية، وهي مهنة نادرة وقليل ما يحتاجها سكان الرقة، بسبب توفر كهرباء الأمبيرات.
يقول: “محلي شبه مهجور، منذ شهرين لم تأتني قطعة لتصليحها، سابقاً كان الحد الأدنى لمدخولي الشهري 300 دولار أميركي”.
ويفكر “رمي” بترك مهنته والبحث عن أخرى، لإعالة أسرته في ظل شلل حركة العمل لدى أصحاب المهن في كوباني.