السويداء – جبران معروف – NPA
يترقّب أهالي السويداء توزيع وقود التدفئة (المازوت)، مع بدء انخفاض درجات الحرارة، ودخولهم بفصل الشتاء، في ظل مخاوفٍ من أن يعيشوا ذات المعاناة التي عاشوها السنة الماضية.
عوز الأهالي لمادة المازوت، أجبر الكثير من العائلات سابقاً إلى تحطيب أشجارها، ومنها من أشعلت البلاستيك والثياب المستعملة، لتزداد معاناتهم.
حسابات غير متطابقة
يقول مهند بريك، موظف في السويداء في حديثٍ لـ"نورث برس"، "منذ شهر آب الماضي أصبح الحديث عن الشتاء وكيفية مواجهة برده، وهل سيكون المازوت متوفراً أم لا، حيث يتداول الناس أسعار الوقود في السوق السوداء".
ويضيف "استبشرنا خيراً بأنّ المحروقات ستوزع /400/ لترٍ من المازوت، منها /200/ لترفي شهر أيلول الحالي، و/200/ لتر بداية العام، لكنهم عادوا وعدّلوا القرار وأصبح /100/ لتر خلال الشهر الجاري.
ويوضّح الموظف الحكومي أنّ "هذه الكمية بكل تأكيد لا يمكن أن تكفي الأسرة حتى بداية العام الجديد، فإن كانت الاسرة ستشعل مدفئةً واحدةً يجتمعون حولها طلاباً وأسرةً وضيوفاً، فإنهم سيحتاجون على الأقل خمسة لتر اتٍ يومياً".
هذه العملية الحسابية الصغيرة، تعني وفقاً للمتحدّث، أنّ الأسرة، بحاجة خلال شهري تشرين الثاني / نوفمبر وكانون الأول / ديسمبر، إلى /300/ لتر.
حاجات مختلفة
في حين يقول بسام مهنا، في حديث لـ"نورث برس": "بدأ توزيع المازوت في أصعب شهرٍ هذا العام، فقد كان به عيد الأضحى المبارك، وبدءُ العام الدراسي الجديد، والمونة، وكل ذلك بحاجة إلى مال".
ويؤكد على أن /100/ ليتر من المازوت، يبلغ ثمنها /18,500/ ليرة سورية، والمئة لتر لا تكفي العائلة أكثر من /20/ يوماً، وراتب الموظف في الغالب من /30 – 40 / ألفاً".
ويضيف مهنا أنّ "العائلة في السويداء في الريف الغربي والريف الشمالي، قد يكفيها في الشهر /150/ لتر بالحدّ الأدنى، لكن في الريف الشرقي، والشرقي الجنوبي، لا يمكن أن تكفيها تلك الكمية، جراء البرد الشديد في تلك المناطق، حيث أنّهم منذ بداية الشهر بدأوا يرتدون في المساء معاطفاً وألبسةً شتويةً".
عدم ثقة بالحكومة
أما فادي شاعر، فيعبّر عن عدم ثقته بتوزيع الحكومة لـ /400/ ليتر من المازوت لكل عائلة، قائلا لـ"نورث برس" أنّه في العام الماضي جرى توزيع /150/ لتر فقط من أصل الكمية المحدّدة، ووصف الحكومة بأنّها "أكلت علينا بقية الحصة".
ويؤكّد أنّ سعر اللتر الواحد من المازوت وصل إلى ألف ليرة سورية، في الأيام التي تساقطت فيها الثلوج، بالشتاء المنصرم، مُبدياً خشيته من معايشة وضعٍ أسوأ مما كان عليه العام الفائت.
وفي سبيل اتخاذ إجراءاتٍ احترازيةٍ يقوم السكان بجمع الحطب من الأراضي المحيطة بالمدينة، وجمع الكرتون ونشارة الخشب، وعجنها بالزيت المحروق ونشرها في الشمس لحين جفافها ومن ثم تخزينها في مكانٍ مخصصٍ للحطب.
شراء حصص
فيما عمد عماد حلح إلى عرض شراء حصص أشخاصٍ من معارفه، مقابل خمسة آلاف ليرة، مُعتبراً ذلك "أوفر من شراء المازوت في الشتاء من الباعة في الشوارع".
ويضيف "اليوم ينشط تجّار المحروقات في شراء حصص المازوت، وهناك من يلعب دور السمسار، فتجده يأخذ /500/ ليرة أو ألف ليرة مقابل كل بطاقة".
وأمام كل هذه المخاوف من شتاءٍ قاسٍ ومن قلة المازوت ومواد التدفئة، وعدم الثقة بقرارات الحكومة السورية، لا تزال مشكلة المازوت ووسائل التدفئة تقضُّ مضاجع السكان، فيما لا تلوح أية بارقة أملٍ في الأفق بحلّ هذه الأزمة.