المتغيرات الاجتماعية على طاولة المؤتمر الحواري الأوّل في كوباني
كوباني/عين العرب- فتاح عيسى/جهاد نبو- NPA
أكّد الكاتب والمربِّي حسين محمد علي، أنّ حركة النزوح التي حدثت من منطقة كوباني/عين العرب شمال شرقي سوريا، وبقاء عشرات الآلاف من أهالي المنطقة في دولٍ أخرىٍ مثل تركيا، وإقليم كردستان العراق ، ولجوء الشباب إلى الدول الأوروبية، ترك فراغاً في المجتمع الذي كان متأزماً بالأساس
حديث محمد علي لـ"نورث برس" جاء على هامش المنتدى الحواري الأوّل حول الواقع الاجتماعي في مدينة كوباني، و المنعقد في المدينة منذ الأمس، بحضور نحو /85/ شخصيةٍ اجتماعيةٍ وثقافيةٍ من المدينة وريفها.
"تغيُرات في القيم"
وأضاف محمد علي أنّ "الأزمة السورية أدت إلى الكثير من المتغيرات في القيم وتفكّك المنظومات"، مشيراً إلى أنّ عقد مثل هذا المنتدى يهدف لإعادة النظر لهذه المشاكل ووضع الحلول لها، لافتاً إلى أنّ المنتدى أشار إلى "مواطن الداء والأزمة التي يعيشها الأهالي على الصعيد الاجتماعي والإنساني والثقافي والخدمي".
وقال محمد علي: "تمنيت أن يكون شعار المنتدى "بدنا نحكي" لأنّه آن الأوان للإشارة إلى مواطن الخلل والأزمات التي يعيشها الإنسان في المنطقة، بُغية إيجاد حلولٍ لها والتقليل من آثار هذه الأزمة المدمّرة على الإنسان والمجتمع والبيئة".
وأشار علي إلى أنّ هناك منظومةٌ اجتماعيةٌ تفككت وأن المجتمع أمام ظاهرةٍ غريبةٍ سماها بـ"ترييف المدينة", في إشارة إلى جعلها كالريف، في حين "يجب أن يكون الأمر عكسياً وأن يتم "تمدين الريف" عبر نقل منظومة القيم المدنية إلى الريف"، لافتاً إلى وجود أزمةٍ حقيقيةٍ إنسانية وثقافية وقيمية في المجتمع.
الحالة المدنية
بدوره أكّد الباحث صالح كيلو نعسان أنّ "الحوار ضروري في كوباني وفي مدن ومناطق أخرى، لأنّ المرحلة تُعتبر حاسمة، خاصةً بعد انتهاء الصراع العسكري والانتقال إلى مرحلة دراسة الأوضاع المدنية والحوار المدني وترتيب المدن وتنظيم العلاقات بين السكان"، مشيراً إلى أنّ ذلك يتطلب الكثير من الجهد والاجتماعات والحوارات، بهدف "تطوير الحالة المدنية التي تعاني من تقصير، بهدف الوصول إلى نوع من الاطمئنان عند الأهالي حول الحالة المدنية".
وأضاف كيلو أنّ "التغييرات الاجتماعية مرتبطة بالأحداث، وبما أن هناك تغييرات في الأحداث فسيحدث تغيير اجتماعي، وهو شيء طبيعي، أي أنّها نتاج الحدث الاستثنائي"، لافتاً إلى أنّ هذه التغييرات الاجتماعية تأخذ وقتاً لتتبلور.
الهدف
وحول هدف المؤتمر الحواري, أوضح الرئيس المشارك لمؤسسة أكاديميات المجتمع الديمقراطي في إقليم الفرات(تقسيم إداري يضم مقاطعتي كوباني وتل أبيض)، شرفان مسلم، أنّ الغاية من المنتدى هي "تشخيص المشاكل التي تعاني منها المنطقة بشكل عام، نتيجة الأوضاع الأخيرة، وتشخيص السلبيات التي نتجت عن تلك الأوضاع، وتقديم المقترحات والتوصيات بشأن هذه المشاكل والسلبيات إلى الجهات المعنية".
واتخذت مؤسسة أكاديميات المجتمع الديمقراطي، قراراً في مؤتمرها الأخير بدراسة الوضع السيسولوجي في كافة المناطق، حسبما أوضح مسلم , مشيراً إلى أنّ الإعداد لهذا المنتدى في كوباني بدأ "منذ نحو ثلاثة أشهر، حيث تم اختيار نحو /85/ شخصيةً اجتماعيةً وثقافيةً بأسمائهم وصفاتهم الشخصية، وليس باسم المؤسسات والأحزاب التي ينتسبون إليها".
يُذكر أنّ المؤتمر الحواري ناقش, أمس الأحد, مواضيع "القيم والأعراف والعادات والتقاليد المجتمعية"، وموضوع "البنية السكانية" إضافة إلى "نظام الكومينات"، ويستكمل المنتدى اليوم الاثنين لمناقشة مواضيع "المرأة، والنظام السياسي السلطوي، وتجربة الإدارة الذاتية، والتربية والتعليم والواقع الثقافي، والعدالة وآليات الرقابة، والبعد الأخلاقي والرادع الديني، والبنية النفسية والمتغيرات السلوكية في المجتمع، إضافة لمواضيع خدمية تتعلق بالصحة والبلديات".
ومن المقرر أن يصدر بيانٌ ختاميٌ في نهاية المنتدى الحواري يتضمن توصياتٍ ومقترحاتٍ حول المشاكل والسلبيات التي يعاني منها المجتمع بشكلٍ عام، وتقديم هذه المقترحات إلى الجهات المعنية.