دير الزور -هجين – جيندار عبد القادر – NPA
تعمل ورشاتٌ أهليةٌ في مدينة هجين التابعة لمنطقة البوكمال في دير الزور شرقي سوريا، على استخراج الحديد من ركام المنازل المدمّرة، كما تعمل ورشاتٌ أخرى على إعادة تدويره وبيعه بديلاً عن الحديد الجديد، أو استخراجه لصاحب البناء المهدّم مقابل مبلغٍ ماليٍ، أو نسبةٍ من الحديد الذي يتم استخراجه.
أصول الفكرة
بدأت هذه الفكرة من مدينة الرقة، التي شهدت دماراً كبيراً نتيجة المعارك التي دارت بين تنظيم الدولة من جهةٍ وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي من جهةٍ أخرى.
استخراج الحديد خلق فرص عملٍ جديدة للآلاف من سكان المناطق التي طالها الدمار من الرقة وعموم مناطق دير الزور، من خلال تشكيل ورشاتٍ لكسر الباطون واستخراج الحديد، وأخرى لإعادة تأهيل الحديد من خلال فرزه واعادته لشكله المستقيم، وبيعه لمحلات الحديد أو استخدامه لبناء منزلٍ جديد.
فرص عمل جديدة
ايهم محمد من سكان مدينة هجين يوضّح لــ "نورث برس" الأسباب التي دفعته للعمل في هذه المهنة قائلاً "قبل المشاكل الاخيرة كان لدي محل تنجيدٍ لبعض الحاجيات المنزلية والأقمشة، وبعدما اشتدت المعارك في المنطقة المحيطة بنا نزحنا من المدينة، وبعد عودتنا من نزوحٍ دام أكثر من سنةٍ، ونتيجة سوء أحوالنا المادية، وجدنا أنّ أكثر من نصف المدينة مدمرٌ، واتفقت أنا وعددٌ من أصدقائي على العمل في استخراج الحديد مقابل مبالغ مالية معينة، يتم الاتفاق بيننا وبين صاحب البناء الذي نقوم باستخراج الحديد منه".
وحول أعداد العاملين في ورشته والدخل الذي يجنيه من العمل، قال "نحن /6/ أشخاصٍ، بيننا طفلان، نعمل في ورشة تكسير الباطون واستخراج الحديد، ونحصل على مبلغ يقدر بنحو /3500/ ليرة سورية يومياً (6 دولار تقريباً).
الدمار وترحيل الانقاض
عبدالرزاق جبر الدرجة، عاملٌ آخرٌ في مهنة استخراج الحديد من سكان مدينة هجين يتحدّث عن حال المدينة عند عودتهم إليها "عندما عدنا الى مدينتنا كان الدمار أكثر من النصف، والاشخاص المقتدرون قاموا بترحيل الركام على نفقتهم الشخصية، أما الفقراء ممن لا يملكون القدرة على ازالة الركام، فانتظروا حتى تشكيل المجلس الذي بدوره استقبل طلبات الاهالي لإزالة هذا الدمار والركام مجاناً".
وأشار درجة "كانت هناك معاناةٌ ومشقةٌ مع وجود هذا الكم الكبير من الركام والدمار، و أنتشار الاوساخ و الأفاعي والحشرات"، واصفاً الوضع الحالي بالجيد نسيباً.
من جانبه قال صخر صبحي من سكان هجين "بعد عودتنا من رحلة النزوح، وجدنا منازلنا مدمّرة، فقمنا بإزالة الركام واستخراج الحديد".
وأضاف صبحي "الاهالي المقتدرين يقومون ببيع الحديد والاستفادة من مردوده المالي لإعادة بناء منازلهم المدمّرة بالكامل او بشكلٍ جزئي، في حين أنّ الفقراء يقومون ببيع الحديد المُستخرج من منازلهم لتأمين سُبل العيش لهم ولعائلاتهم".
وبحسب صبحي فأنّ اسعار الحديد المُستخرج تبلغ نحو /100/ الف ليرة لكل /1/ طن، في حين تتجاوز أسعار الحديد الجديد /400/ الف ليرة للطن الواحد.
في حين أنّ بعض الورشات تتفق مع صاحب المنزل على ازالة منزله المدمّر مقابل السماح لهم باستخراج الحديد.
وتعرضت بلدة هجين التي يبلغ عدد سكانها حاليا نحو /80/ الف نسمة، لدمارٍ كبيرٍ تجاوزت نسبته الــ /55/ بالمئة بحسب احصائيات غير رسمية، كانت ابرز معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) قبل أن تبدأ معركة طرده منها، ضمن المرحلة الأخيرة من حملة عاصفة الجزيرة التي انطلقت في الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول عام 2018.