أكبر معمّر في منطقة “الآلية الأمنية”.. قرنٌ ونيّف من الحروب وتخوّفٌ من المستجدات

تل أبيض/ كري سبي – دلسوز يوسف/ فياض عمر – NPA
لم يخفِ أكبر معمّر يقطن في المنطقة التي تطبّق فيها "الآلية الامنية" بريف مدينة تل أبيض/كري سبي شمالي سوريا, تخوّفه من تبعات وخيمة في حال شنت تركيا هجوماً على مناطق شرقي الفرات.
مصطفى محمد حميد المعروف باسم "الشيخ مسطو"، من قرية الشُعب /40/ كم شرقي مدينة تل أبيض، تقول بطاقته الشخصية إنه من مواليد 1905, لكنه يقول إن عمره أكبر من المدوّن بـ /17/ عاماً، مؤكّداً أن عمره يناهز /131/ سنة.
تقع قرية الشيخ مسطو شرقي ناحية سلوك مسافة /15/ كم, ضمن المنطقة المتفق أمريكياً وتركياً وبالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية, بإنشاء منطقة آمنة فيها, ويشير الشيخ إلى مخاوفه من محاولات السيطرة على المنطقة من قبل تركيا.
"سابقاً كان العثمانيون يقولون بأنّ هذه المنطقة جميعها حتى الفرات هي تابعة لهم قبل ترسيم الحدود، لذا يحاولون إعادة التاريخ" يقول الشيخ مستنداً إلى ذاكرته التي عاصرت الكثير من الأحداث.

أحداث وتواريخ
عاصر مصطفى محمد حميد تواريخاً أشبه بنقاط تحولٍ للمنطقة, إذ شهد ترسيم الحدود حين كان عاملاً فترةً وجيزةً في السكة الحديدية التي كانت الخط الفاصل بين سوريا وتركيا في العام 1916 بحسب سايكس بيكو.
وسجّل الشيخ مصطو عمره في السجلات الرسمية أصغر من عمره الحقيقي بـ17 عاماً تجنباً للذهاب إلى الخدمة الإجبارية إبان إعلان الدولة العثمانية فرماناً للنفير العام والتأهب للحرب (سفر برلك) عام 1914.
وفي الفرمان الذي أصدره السلطان العثماني محمد رشاد في آب/أغسطس 1914 فُرض على الرجال الذين بلغت أعمارهم بين ( 15 حتى 45) سنة من رعايا الدولة العثمانية، الالتحاق بالخدمة العسكرية الاجبارية.
ويلفت إلى أنّه كان يعود عشرةُ أشخاصٍ من أصل مئة ممن يذهبون للحرب، قائلاً "كانوا جميعهم يُقتلون، الأتراك ليس لهم دينٌ، كانوا يستبيحون الأعراض وينهبون الأموال".
وشهد الشيخ مسطو الذي عمل في تربية الأغنام, مجازر الأرمن التي نُفذت من قبل الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى وتبنى رضيعاً أرمنياً، ليكبر عنده ويرحل في شبابه إلى أهله في أوروبا، حسب قوله.
وبحسب المعمّر الذي يعاني ضعف في السمع، أنه تزوج مرتين وكلتا زوجتيه توفيتا، و أنجب ثمانية أولاد, ثلاثة منهم توفوا، ولديه حالياً /40/ حفيداً.
ويشهد الشيخ مسطو اليوم, التهديدات التركية تجاه مناطق شرقي الفرات, وقيام منطقة آمنة على أراضيه والقرى المحيطة به، يقول الشيخ مسطو مخاطباً سكان المنطقة "تكاتفوا، دافعوا عن أرضكم فالعواقب وخيمة".