“تحسين المعيشة أهم من تغيير القادة”.. حال مخيم الركبان بعد القائد الجديد

درعا ـ نورث برس

يقول أحد وجهاء مخيم الركبان للاجئين السوريين، على الحدود السورية الأردنية والذي يعتبر أكبر تجمع سكاني في المنطقة، إن السكان غير مكترثين بكل التغيير الذي يحصل في قيادة جيش “مغاوير الثورة”.

ويشير الوجيه الذي فضل عدم ذكر اسمه، لنورث برس إن تحسين الوضع المعيشي أهم من تغيير القادة الذي تقوم به قوات التحالف الدولي المتواجدة في المنطقة.

وفي الرابع والعشرين من أيلول/ سبتمبر الماضي، أصدرت قوات التحالف الدولي المتواجدة في قاعدة التنف عند المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني، قراراً يقضي بعزل العقيد “الطلاع” من قيادة الجيش وتعيين النقيب مهند القاسم بدلاً عنه، ومنحه رتبة عقيد دون إبداء أي أسباب.

وتشكل جيش “مغاوير الثورة” على يد العقيد مهند الطلاع، في العام 2015 على أنقاض جيش “سوريا الجديد” الذي تشكل في العام الذي سبقه، لكنه لم يستمر.

ويقع مخيم الركبان في منطقة صحراوية ضمن نطاق منطقة “التهدئة” التي تمتد لمسافة 55 كيلومتراً.

وتم إنشاؤه في عام 2014 ليسكنه نازحون معظمهم من المحافظات الشرقية وحمص ومدينة تدمر، الذين نزحوا خلال المعارك بين قوات متعددة مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

معاناة مستمرة

ويعاني سكان مخيم الركبان البالغ عددهم تقريباً 12 ألف نسمة، من حصار شديد منذ العام 2018، ومنع القوات الحكومية المؤسسات الدولية من الوصول إلى المخيم بحجة عدم توفر الأمن هناك.

ويضيف الوجيه: “أن سكان المخيم وبعد سماعهم بوعود المقربين من القائد الجديد (القاسم)، حول تحسين الوضع المعيشي، أصبح لديهم أمل جديد خاصة بعد الوضع السيء للغاية بسبب غلاء المعيشة وعدم توفر فرص عمل”.

ويشدد الوجيه على أن أهم مطالب سكان المخيم من القيادة الجديدة لـ”مغاوير الثورة”، بالعمل على التواصل مع الأردن لفتح النقطة الطبية “بحكم علاقة (القاسم) الجيدة مع الحكومة الأردنية”.

ومنذ آذار/ مارس 2020، أغلق الأردن النقطة الطبية الوحيدة التي كانت تقدم الإسعافات الأولية وتستقبل حالات الولادة الحرجة من المخيم، وأغلق الحدود ضمن إجراءاته للحد من انتشار فيروس كورونا.

ويطالب سكان المخيم، قيادة جيش “مغاوير الثورة”، التواصل مع الأردن أو العراق لفتح معبر لدخول المساعدات الطبية والغذائية بالدرجة الأولى التي تمنع الحكومة السورية دخولها لإرضاخ النازحين وإجبارهم على العودة لمناطق سيطرته، بحسب ذات المصدر.

كما حمل الوجيه، قيادة “مغاوير الثورة”، مسؤولية تأمين فرص عمل لمن لا يرغب أن يكون في الصفوف العسكرية.

وأوضح أن  التحالف الدولي خلال ست سنوات لم يذكر أن علاقته مع القائد السابق مهند الطلاع  “غير جيدة” حيث أن التحالف يعمل مع الشخص الذي “يخدم مصالحه وليس مصالح الشعب السوري”.

كما حمل الوجيه، التحالف الدولي المسؤولية عن تفكيكك مخيم الركبان على يد روسيا والحكومة السورية، حيث صمت حينها، ولم يستطيع أن يفتح طريقاً لسكان المخيم باتجاه الشمال السوري ليختاروا بحرية المكان الذي يريدون الذهاب إليه.

وأعرب عن أمل سكان المخيم في أن يضغط القائد الجديد لـ”مغاوير الثورة”، على التحالف الدولي لمساعدة السكان في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشونها.

تطلّعات للدعم

العقيد فريد القاسم القائد الجديد لجيش “مغاوير الثورة”، قال لنورث برس: “نتطلع إلى توطيد علاقات جيدة مع دول الجوار تقوم على مبدأ التعاون المشترك الذي يحقق الأمن والاستقرار لكل المنطقة، وبما يخدم أهلنا في مخيم الركبان للحصول على حياة أفضل من جميع النواحي المعيشية والصحية والتعليمية”.

وأضاف أنه “لا يوجد تغييرات كبيرة في تشكيلة الجيش، وإنما فقط هناك بعض التغييرات بما يتناسب مع ضرورات المرحلة المقبلة”.

كما أكد على أنه لم يطرأ أي تغيير على خارطة منطقة الـ55. “نتطلع إلى زيادة الدعم بالشراكة مع أصدقائنا في التحالف الدولي”.

وأعرب عن أمله في أن يكون هناك “توسعة في جيش مغاوير الثورة وزيادة عدد عناصره”.

وبعد تسلمه منصبه الجديد، أصدر “القاسم” قراراً يقضي بمنع فرض على ضرائب مالية أو عينية على العربات التي تدخل أو تغادر منطقة 55 والتي يتواجد فيها مخيم الركبان، وتوعد بإنزال أشد العقوبات بمن يخالف هذا الأمر.

مصدر في مخيم الركبان قال لنورث برس، إن “مغاوير الثورة” كان يفرض ضريبة تقدر بخمسين دولار على البضائع التي تدخل المخيم، مما ساهم في ارتفاع الأسعار بسبب الضريبة التي تدفع للمغاوير والمهربين وضباط القوات الحكومية.

استقرار الوضع الأمني

خالد العلي، صحفي في مخيم الركبان، قال لنورث برس: “إلى الآن لم يخرج تصريح من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية حول سبب تغيير قيادة جيش مغاوير الثورة”.

وأعرب “العلي” عن اعتقاده في أنه من الممكن أن يقوم التحالف الدولي “بدعم جيش مغاوير الثورة  أكثر من السابق، في ظل العلاقة الجيدة مع القائد الجديد والوعود التي أطلقها التحالف”.

والشهر الماضي، زار وفد من قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، مخيم الركبان للاجئين السوريين على الحدود السورية الأردنية.

وقدم الوفد سلة وعود تتعلق بتقديم مساعدة للنقطة الطبية، لكن دون تحديد نوعية وموعد هذه المساعدات.

إعداد: إحسان محمد ـ تحرير: قيس العبدالله