السويداء – جبران معروف – NPA
أثارت زيارة مجموعة صغيرة من أبناء محافظة السويداء جنوب سوريا، "دار طائفة المسلمين الموحدين الدروز" في مدينة السويداء، وشكواهم لشيخ عقل الطائفة يوسف جربوع، عن قرار مديرية التربية بتحويل جميع المدارس الإعدادية والثانوية إلى مدارس مختلطة، جدلاً مجتمعياً حول تعميم الاختلاط بين معارض ومؤيد.
مطالبة باحترام الخصوصية
وقال أبو شبلي، خمسيني العمر، والمتدين من سكان السويداء، في حديث مع وكالة "نورث برس"، "يجب أن تحترم التربية خصوصية المجتمع المحافظ، ونحن ضد الاختلاط، ولا نقبله لا لبناتنا ولا لشبابنا".
وأضاف "خاصة في هذا الزمن، حيث تنتشر المشاكل والرذيلة وتتردى الأخلاق، بوقت تراجعت به الرقابة وحتى الكوادر في المدارس لم تعد قادرة على ضبط الطلاب، ومن المعروف أن هذا السن من أخطر المراحل التي يمر بها الشباب والفتيات".
ولفت إلى أنه "في حال لم يكن هناك مدارس للإناث وأخرى للذكور، فإن التربية ترتكب جريمة بحق كثير من الطالبات والطلاب، الذين سيحرمون من متابعة دراستهم".
ايجابية الاختلاط
أما هاني شاطر، أربعيني العمر ولديه ثلاثة أطفال في المدارس، قال في حديث مع "نورث برس": "أنا مع تعميم المدارس المختلطة، وأنا حتى درست جميع المراحل الدراسية في مدارس مختلطة، وكنت ألاحظ أن هناك فرق كبير بيننا وبين الطلاب الذين يدرسون في مدارس خاصة للذكور".
وتابع "لقد كنا متجاوزين عقدة الحديث مع البنات، ونشأت علاقات صداقة بيننا وبعضها مستمر إلى اليوم، كما أن نسبة الالتزام من قبل الطلاب أكبر، ونسبة العنف أقل، وهو دافع لتحسين مستوى التحصيل العلمي".
ولفت إلى أنه "لم يشهد طوال دراسته إي مشكلة أخلاقية في المدرسة، حتى أنه تكونت علاقات أسرية بين الشباب والفتيات وكأنهم مسؤولين من بعضهم البعض".
عادات مألوفة
من جانبها، قالت انتصار الخمسينية, معلقة على خبر مطالبة بعض الأهالي بمنع الاختلاط "من المخجل جداً بعد هذه المرحلة لمجتمعنا من الثقافة والتعليم، أن يطالب الأهالي بفصل البنات عن الشباب".
وعابت الآخرين بالتراجع عن عاداتهم قائلة "من المعيب على محافظتنا أن نتراجع عن عاداتنا، فمن طوال عمرنا ابن الجيران أخ وبنت الجيران اخت، يوصلها ابن جيرناها على المدرسة، بالرغم أن لا صلة رحم بينهم،".
ورأت أن "الأولاد والبنات هم من سيرفضون الفصل بينهم"، داعية المطالبين بالفصل بين الجنسين، إلى التوقف عن التطرف بالأفكار، والعمل على "رفع معنويات الأولاد للإقبال على العلم والمستقبل، وتثقيفهم وتنمية الوعي لديهم لتحصينهم بوجه كل الأخطار".
أهداف ونتائج
بدوره، استغرب مصدر في مديرية التربية في السويداء، طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب خاصة، في حديث مع "نورث برس"، عن سبب إثارة هذا الجدل حول الاختلاط في المدارس، علماً أنه "منذ أن تم إنشاء المدارس في محافظة السويداء قبل عقود طويلة، وهي تعتمد النظام المختلط، وخاصة في الريف عامة، ولم يكن سوى قلة من المدارس التي تعتمد الفصل في المدينة، ولم تمر معنا أية مشكلة".
وأضاف "كما أن قرار تحويل المدارس إلى مختلطة أُتخذ وبدأ في تطبيقه منذ العام الماضي، وقد لاحظنا نجاح التجربة وخروج متفوقين منها، فتم أخذ قرار باستكمال عملية الدمج بين الجنسين".
ولفت إلى أن "لتطبيق النظام المختلط، أهداف أخرى منها تسجيل الطلاب في مدارس قريبة على منازلهم ما يخفف التكلفة المادية على أهالي الطلاب، إضافة إلى توفير في النفقات في المدارس"، مضيفاً أن "هناك مدارس تم تطبيق الاختلاط بها بناءً على رغبة الأهالي".
وبيّن أن "مديرية تربية السويداء، استبعدت هذا العام مدرسة توفيق مزهر للإناث وأحمد قاسم جمعة للذكور من نظام الدمج، مراعاة لوجود فئة وإن كانت صغيرة لديها مخاوف من نظام الاختلاط".