رغم عدم تصديقه.. أطباء في كوباني يزيدون أجور المعاينات ويفاقمون معاناة مرضى

كوباني – نورث برس

اضطرّت أميرة، لدفع مبلغ زاد عن ذي قبل، لممرضة الاستقبال في عيادة الطبيب، الذي يُراقب حالة طفلها عادةً؛ في آخر زيارة قامت بها بعد تردّي حالة طفلها الصحية.

أميرة خليل، (21 عاماً)، وهي زوجة موظف في كوباني، تقول إنها تفاجأت برفع أجور المعاينة من 10 آلاف ليرة سورية إلى 15 ألف، لدى معاينة طفلها. 

ويرى سكان في مدينة كوباني، أن رفع أجور المعاينات الطبية في العيادات الخاصة بمقدار خمسة آلاف ليرة لا يتناسب مع الوضع المعيشي لهم ومع رواتبهم لدى الإدارة الذاتية.

ويتقاضى زوج “خليل”، راتب شهري بنحو 300 ألف ليرة سورية، لذلك تجد أن دفعهم مبلغ 15 ألف كأجرة معاينة طبية، “مبلغاً كبيراً”.

وتعاني عائلات من ذوي الدخل المحدود، من ارتفاع الأسعار، حيث يعيشون ظروفاً اقتصادية صعبة، في ظلّ تدهور قيمة الليرة، أمام الدولار الأمريكي.

ارتفاع سعر صرف الدولار ضرب كل مناحِ الحياة؛ عدا عن ارتفاع المعاينات، تُشير السيدة العشرينية، أن أسعار الأدوية ارتفعت، “كنت أشتريها بـ10 آلاف ليرة سورية، الآن وصلت إلى 13 ألف ليرة”، الأمر الذي يمثّل معاناة لعائلتها وأقرانها من ذوي الدخل المحدود.

وحاولت نورث برس، التواصل مع عدد من الأطباء في كوباني، لمعرفة سبب رفعهم أجور المعاينات، لكنهم رفضوا التعليق.

فيما تقول نقابة الأطباء في كوباني، إن أجور المعاينات لدى العيادات الخاصة، تعتبر “الأقل” مقارنة مع المدن الأخرى في شمال شرقي سوريا.

وبالرغم مما سبق، تحاول نقابة الأطباء في كوباني، سنَّ زيادة أجور المعاينات كقرار، بعد أن رفعت لهيئة الصحة في إقليم الفرات، مقترحاً بزيادتها، لكنها لم تتلقَّ أي ردّ من الهيئة بالرفض أو التصديق على المقترح والعمل وفقه.

ويرى علي شاهين، الرئيس المشارك لنقابة الأطباء في كوباني، أن أجور المعاينات مقارنة مع الوضع المعيشي للأطباء “مقبولة”.

ويبرّر ذلك، أن “أجور عيادات الأطباء والمنتجات الغذائية التي تدخل للمدينة يتمّ تسعيرها بالدولار، وكذلك تعامل السكان التجاري بشكلٍ عام يكون وفق سعر صرف الدولار”.

ووسطياً، كل طبيب يراجعه يومياً 20 مريض بالحدّ الأدنى بحسب سكان، وبعملية حسابية تصل يوميته إلى 300 ألف ليرة سورية، أي بقدر راتب شهري للموظف، وبالشهر يصل دخله إلى 9 ملايين ليرة سورية.

في حين أن قيمة الأجور لموظفيّ مؤسسات الإدارة الذاتية؛ تصل وسطياً إلى 300 ألف ليرة سورية شهرياً، ما يعادل (62دولار).

لكن “شاهين”، يقول؛ إن “أجور المعاينات لا تُقارن بالدولار، لأنها كانت من عام 2005 حتى 2010، 500 ليرة سورية أي ما يعادل عشر دولارات”.

بينما كانت قبل الارتفاع الأخير للدولار تتراوح ما بين  8 أو 10 آلاف ليرة، وأصبحت حالياً تتراوح بين 10 و15 ألف ليرة، بحسب الاختصاص.

وقبل انهيار قيمة الليرة السورية، كان المعدّل الوسطي لراتب الموظف 8 آلاف ليرة، ما يعادل (160 دولار).

ويذكر “شاهين”، أن هناك استثناءات من هذه الأجور، فعقود “الأسايش”، والدوائر الحكومية، يتقاضى  فيها الأطباء 25 بالمئة فقط من الأجرة، “فالطبيب يتقاضى 3 أو 4 آلاف ليرة من عوائل هؤلاء”.

وفي كوباني، 76 طبيباً من مختلف الاختصاصات، من المسجّلين لدى نقابة الأطباء.

لكن كلام الرئيس المشارك لنقابة الأطباء، لا يُقنع مصطفى بوزي، (35 عاماً)، موظف في بلدية كوباني.

ويشير الرجل الخمسيني، أنه دفع خمسة آلاف ليرة إضافية كأجور معاينة الشهر الماضي مقارنة مع الشهر الذي سبقه، حيث تحتاج زوجته إلى معاينة طبية بشكل شهري.

ويُضيف أن دفع مبلغ كهذا؛ يٌشكِّل فارقاً لديه، إذ أن مبلغ 15 ألف ليرة الذي يدفعه كأجرة معاينة لطبيب زوجته، يكفيه مصروفاً ليومين.

إعداد: فتاح عيسى – تحرير: زانا العلي