بين الشؤون الاجتماعية والبلدية.. مخيّم في منبج بلا عمّال نظافة
منبج – نورث برس
تنادي مريم؛ جاراتها للتنظيف حول خيامهم، بعد أن جاء دورهنَّ بعملية التنظيف في المخيّم، حيث بدأ سكان المخيّم الاعتماد على أنفسهم، في ظلّ انسحاب المنظمات، وعدم استجابة المعنيين.
ويشتكي نازحو مخيّم الرسم الأخضر الجديد، شرقي مدينة منبج، شمالي سوريا، من إهمال النظافة داخل المخيّم، نتيجة توقُّف عمّال النظافة عن العمل.
مريم الأحمد، (30عاماً)، نازحة في مخيّم الرسم الأخضر الجديد، 7كم، شرقي منبج، ووالدة لثلاثة أطفال، تقول؛ إنهم باتوا ينظمون أنفسهم ويوزعون الأدوار على العائلات للقيام بعمليات التنظيف.
وتُضيف، لنورث برس، أنهم بعد توقّف عمال النظافة التابعين لإحدى المنظمات، وتجاهل البلدية ولجنة الشؤون الاجتماعية والعمل، اعتمدوا على أنفسهم، ووزّعوا الأدوار عن طريق “الكومينات” الموجودة داخل المخيّم.
ودفعهم لذلك؛ الأوساخ التي ملأت أرجاء مخيّمهم، وتكون عملية التنظيف حسب الأدوار على العائلات، حيث تقع المهمة على فرد واحد من 10 عائلات يومياً، بحسب قاطني المخيّم.
ويطالب سكان مخيّم الرسم الأخضر الجديد، بإعادة عمال النظافة، عن طريق المنظمات أو عن طريق بلدية الشعب في منبج، ولجنة الشؤون الاجتماعية والعمل.
ورغم اعتماد “الأحمد”، وأقرانها على أنفسهم في عملية النظافة، لا يجدون من يزوِّدهم بالمُعدّات من: (مكانس وعربات خاصة لنقل الأوساخ وكذلك الأكياس)، وبين الفترة والأخرى؛ تُتلف تلك المعدّات، ويضطرّون لشراء أخرى، وهذا يحمّلهم تكاليف وأعباء مادية.
ويطالب سكان المخيّم؛ بتزويدهم بمواد النظافة من كلور وغيره، بالإضافة لتعقيم الحمامات، وإعادة المنظمات الإنسانية للمخيّم.
فيما يقول، ذياب الذياب، (50 عاماً)، وهو من قاطني المخيّم، إن النظافة فيه “كانت جيدة، لحين مغادرة المنظمات وتركها العمل في النظافة”.
ويُضيف، لنورث برس، أن المنظمة كانت توظِّف عمالاً لتنظيف المخيّم، وتقدِّم مواد التنظيف التي يحتاجها السكان، إلا أن تركها للعمل منذ شهرين ولّد أزمة، وراكم الأوساخ بين الخيام.
وخوف سكان المخيّم من الأمراض وانتشار الأوبئة بينهم، دفعهم للاعتماد على أنفسهم، والتنظيف بين الخيام، وتجميع الأوساخ في مكانٍ محدّد.
ينتقد “الذياب”؛ الجهات المعنية لعدم توفير عمال نظافة في المخيّم، وتجاهلهم للطلبات المتكرّرة من قِبل سكانه، ووصف الأمر بـ”الإهمال”.
ورغم الجهود التي يبذلونها في تجميع الأوساخ والنفايات، يواجه سكان المخيّم؛ إهمالاً من بلدية الشعب في منبج، من حيث التأخير بترحيلها، وقد تصل المدة إلى أكثر من أسبوع، الأمر الذي يؤدي لتراكم الأوساخ وامتلاء “الحاويات” الموجودة، طبقاً لنازحين.
ويطالب سكان المخيّم بضرورة تقديم الكلور بشكلٍ دائم؛ لتنظيف خزانات المياه لديهم منعاً من انتشار الأمراض، خاصةً في ظل انتشار الكوليرا.
وتأسّس مخيّم الرسم الأخضر الجديد؛ في عام 2017، وتقطن فيه 630 عائلة نازحة، بعدد أفراد 3258 فرداً، من مناطق دير حافر، ومسكنة، شرقي حلب.
وأمام ما سبق، يقول محمد المنصور، الرئيس المشارك في إدارة مخيّم منبج الشرقي الجديد، إن إحدى المنظمات تبنّت النظافة في المخيّم، لكنها انسحبت من العمل منذ شهرين، بعد إبلاغ إدارة المخيّم أن مشروع النظافة “انتهى”، ويجب الاعتماد على سكانه.
ويُضيف أن دورهم كإدارة مخيّم؛ اقتصر على تشكيل لجان نظافة عن طريق “الكومينات” الموجودة بكل قسمٍ من المخيّم.
ويطالب “المنصور”، سكان المخيّم، بالتعاون مع هذه اللجان الخاصة بالنظافة، والاعتماد على الذات.
وأمام كل ذلك، تُلقي كل من بلدية الشعب، ولجنة الشؤون الاجتماعية والعمل في منبج، المسؤولية على الآخر، لعدم وجود عمال نظافة في مخيّم الرسم الأخضر الجديد.