ديرُ السيدة العذراء في تل ورديات… مركز للتعاليم الدينية وملجأ خلال الحرب

قامشلي/ ريم شمعون- NPA
بمناسبة عيد ميلاد السيدة العذراء، احتفل مطران السريان الارثوذكس "موريس عمسيح" بإقامة الذبيحة الإلهية، في دير السيدة العذراء بتل ورديات، أحد أكبر الأديرة الموجودة في منطقة الجزيرة، مساء أمس الأحد.
كاهن الدير أفرام الحنو تحدَّث لـ"نورث برس" عن الخدمات التي قدَّمها الدير للمؤمنين منذ تأسيسه في الـ 15 من آب/اغسطس عام 2000 على يد البطريرك مثلث الرحمات (لقب كنسي يطلق على رئيس الكنيسة السريانية المتوفي ) "زكا
الأول عيواص".
يقول الحنو "أقمنا في الدير العديد من الدورات الدينية؛ ومنها لرجال الدين، ودورات سنوية خاصة بالشمامسة (خُدام الكنيسة) لتعليم الطقوس والألحان السريانية، إلى جانب مخيمات ترفيهية وتنموية لكل مؤسسات الكنائس" لافتاً إلى أنَّه كان
يزور الدير بشكل مستمر رهبانٌ وشمامسةٌ إكليريكين  (من يدرس اللاهوت) لتعليم اللغة السريانية والطقوس الدينية.
ويشير الحنو إلى أنَّ عدد زوَّار الدير بدأ بالتناقص مع بداية اندلاع الاحداث في سوريا، بعدما كان يزوره المئات من المواطنين للصلاة والتنزه في ساحته الكبيرة، ولكن بعد بداية الأزمة السورية، وفي عام  2013  بالتحديد، تم تطويق الدير والاستيلاء على كل القرى المحيطة به، من قبل عدة قوى مسلَّحة، منها جبهة النصرة، وآخرهم كان تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
ويضيف كاهن الدير أنَّ تلك المجاميع المسلّحة زرعت الخوف في قلوب من كان يزور الدير، "ومع هذا بقيتُ مقيماً في الدير مع عدد من الشمامسة، حتى عودة الأمان للمنطقة في بداية عام 2015" .
بدوره يتحدَّث عبد المسيح كوركيس، شماس وخادم في دير السيدة العذراء، "عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالدير نتيجة الهجوم الإرهابي الذي تعرَّض له في 2013"  لافتاً إلى انَّهم لم يكونوا قادرين على حماية الدير بأنفسهم "وخاصة أثناء استيلاء تنظيم الدولة على القرى المحيطة بنا، حيث كانوا يهاجموننا بشكل يومي"، فتعرَّض البناء الخارجي للدير للكثير من الأضرار.
  ويشير الشماس إلى أنَّه وبمساعدة وحدات حماية الشعب، والمجلس العسكري السرياني، الذين أقاموا بالدير لثمانية أشهر متواصلة، "تم تأمين سلامة الدير ومن كان فيه"، لافتاً إلى أنَّهم بقوا مستمرين في حراسة الدير حتى تأكّدوا من تأمين سلامة المنطقة بشكل كامل، في مطلع العام 2016، حيث بدأ الناس بالعودة لزيارة الدير بشكل تدريجي، وخاصة أيام الصيف.
يضيف كوركيس "لم نستطع ترميم الدير بشكل كامل، لأنَّ الدير يعتمد على تبرعات الزوَّار، الذين يتوافدون عليه  أيام الصيف، ولقلة عدد العاملين مقارنة بالمساحة الكبيرة للدير، وأيضاً لبُعده عن كافة المراكز الخدمية، "حيث لاتزال آثار الإرهاب محفورة على جدران الدير".
ويبعدُ دير السيدة العذراء في تل ورديات /25/ كم، عن مدينة الحسكة على طريق الحسكة – حلب، وكان ملجأً للكثير من أهالي قرى الخابور وخاصة قرية تل هرمز أثناء هجوم تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) عليها ، كما كان ملجأً لعددٍ كبيرٍ من أهالي الحسكة أيضاً، وكان الدير يقوم بتأمين وتوفير كافة مستلزمات واحتياجات هذه العوائل من مأكل ومشرب وغيرها.