الإجراءات الوقائية تغيب عن مخيّمات إدلب ومخاوف انتشار الكوليرا تزداد
إدلب ـ نورث برس
يحاول إحسان الأبرش، (51 عاماً)، وهو أحد سكان مخيّمٍ، في شمال إدلب، أخذ الاحتياطات اللازمة لحماية عائلته في حال تفشّي مرض الكوليرا، لكنه يقف عاجزاً عن ذلك مع قناعته بقرب انتشار المرض، لانعدام قدرته على تأمين مياه معقّمة وغياب شبكة الصرف الصحي.
وكغيره من سكان مخيّم “الأمل”، بمنطقة البردغلي، شمال إدلب، يشرب “الأبرش”، وزوجته وأطفاله الستة؛ المياه من مصدرها؛ وهو عبارة عن خزانات خاصة في شاحنات، تُعبّأ من آبار ارتوازية دون أي تعقيم أو نظافة، مما يزيد من احتمالية تفشّي الكوليرا، بحسب ما قاله، لنورث برس.
وتُشكّل مصادر مياه الشرب غير المعقّمة، وغياب شبكة الصرف الصحي السليم، مناخاً ملائماً لانتشار الكوليرا، لا سيما في مخيّمات إدلب، شمال غربي سوريا؛ ذات الكثافة السكانية العالية.
ووصل عدد المصابين بمرض الكوليرا، في شمال غربي سوريا؛ إلى 14 مصاباً، بعد تسجيل 5 حالات جديدة، الأربعاء الماضي.
وذكرت “شبكة الإنذار المبكِّر والاستجابة للأوبئة”، أن 5 عينات إيجابية جديدة سُجّلت الأربعاء، من بين 42 حالة اشتباه بالكوليرا، في عموم مناطق شمال غربي سوريا.
وشدّدت الشبكة، على اتباع إجراءات الوقاية من الكوليرا، من حيث “شرب المياه المعقّمة، وتناول الطعام المعدّ بطرق سليمة، واتباع عادات النظافة الشخصية خاصة غسل الأيدي بطريقة صحيحة”.
والاثنين الماضي، قال فريق “منسّقو استجابة سوريا”، في بيان نشره عبر معرفاته، إن “المخيّمات في التوقيت الحالي دخلت مرحلة الخطر بشكلٍ كبير، بعد تسجيل الإصابات، ونحذّر من توسُّعها بشكلٍ كبير، وعدم القدرة على السيطرة على الانتشار”.
وقال فادي سليمان، وهو طبيب مختصّ داخلية عامة، لنورث برس، إن الفترة القادمة “قد تشهد انتشاراً كبيراً للكوليرا بين السكان انطلاقاً من المخيّمات ذات التجمّعات العشوائية وصولاً للمخيّمات الكبرى”.
وأشار الطبيب، إلى أن مرض الكوليرا من الأمراض القابلة “للاستيطان لسنوات”، وغياب المياه المعقّمة والصرف الصحي السليم، وانعدام الوعي الصحي؛ “سيُعرِّض السكان لكارثة صحية قد تطول”.
وحذّرت منظمة “World Vision” غير الحكومية، يوم الثلاثاء الماضي، من تفشّي الكوليرا في سوريا، كما أن هذا المرض يهدّد حياة آلاف الأطفال.
وأكّدت، على أن الضّرر الذي خلّفته الحرب والأزمة الاقتصادية الشديدة على شبكات المياه؛ يحرم الناس من الحصول على مياه شرب نظيفة وآمنة.
وذكرت المنظّمة، في بيان، أن مرض الكوليرا آخذ بالانتشار في سوريا؛ “بمعدّلٍ مُرعب”، وبأن تعدادها للحالات بلغ ما يزيد عن 2500 حالة حتى تاريخه، بينها 611 حالة لأطفال تحت سن الخامسة.
وحذّرت المنظمة أيضاً، من “اقتراب ظهور زيادة هائلة في نسبة الوفيات بهذا المرض خلال الأسابيع المقبلة”.
والثلاثاء الماضي، سجّلت الإدارة الذاتية، لشمال وشرق سوريا، أكثر من 5365 حالة، يُشتبه بإصابتها بمرض الكوليرا.
وقال جوان مصطفى، الرئيس المشارك لهيئة الصحة، في تصريحٍ لفضائية “روج آفا”، التابعة للإدارة الذاتية، أن عدد الإصابات المؤكّدة بالكوليرا؛ ارتفع إلى 105 حالات في عموم المناطق، حتى الآن.
وسجّلت هيئة الصحة حتى الآن، 17 حالة وفاة بالكوليرا.
والأربعاء الماضي، أعلن المكتب الإعلامي لوزارة الصحة، في الحكومة السورية، أن حصيلة وفيات الكوليرا في البلاد بلغت 33 حالة، والإصابات 426، حتى يوم الأربعاء.
وقالت الوزارة، في حديث عن الوضع الوبائي حول انتشار المرض في سوريا، إن العدد الإجمالي التراكمي للإصابات المُثبتة بالاختبار السريع بلغ 426، تركّز معظمها في مدينة حلب؛ التي سجّلت 260 إصابة، تلتها دير الزور بـ72 إصابة، والحسكة بـ30.
وحول الوفيات؛ قالت الوزارة، إن العدد الإجمالي التراكمي للوفيات بلغ 33 حالة وفاة، كان معظمها في حلب؛ التي سجّلت 28 حالة وفاة، تلتها الحسكة بـ3 وفيات، ودير الزور بحالتي وفاة.
وحذّرت الأمم المتحدة، من ارتفاع نسبة الوفيات؛ إذا انتشرت الكوليرا في القطاع المكتظّ بالسكان، حيث يعيش عشرات الآلاف من النازحين السوريين في ظروف قاسية لا تتوافر فيها إمدادات المياه والصرف الصحي.
وقال مسؤولون؛ إن منظمة الصحة العالمية بدأت بالفعل بإرسال شحنات عاجلة من الإمدادات الطبية، وحبوب الكلور لتنقية المياه، ووصل عشرات الأطنان منها إلى العاصمة دمشق.
وقال المدير الإقليمي؛ لمنظمة الصحة العالمية، أحمد المنظري، في تصريح لوكالة أسوشيتد برس، خلال زيارته لدمشق، إن الإمدادات ستوزّع بالتساوي حسب الاحتياجات، بما في ذلك المناطق الواقعة في الشمال الغربي، التي تسيطر عليها المعارضة، ومناطق الإدارة الذاتية؛ لشمال وشرق سوريا.