سخطٌ في مدينة حلب من اعتداءٍ جديد لـ”الشبيحة” على طفلٍ وردّ فعلِ القوى الأمنية الحكومية
حلب – NPA
يتواصل الانفلات الأمني في أحياء مدينة حلب التي تخضع معظمها لسيطرة قوات الحكومة السورية، نتيجة انتشار السلاح وعدم قدرة القوى الأمنية الحكومية على ضبط العناصر المسلَّحة التابعة للقوات الحكومية.
الوضعُ بات على حدّ وصف سكان مدينة حلب "أشبه بالغابة"، وبخاصةٍ في الأحياء التي يسيطر عليها عناصر الدفاع الوطني والقوى المحلية التابعة للحكومة السورية، والمعروفين شعبياً باسم "الشبيحة".
ورصدت "نورث برس" اعتداء عنصر من الدفاع الوطني في حي الفردوس بمدينة حلب، على طفل يدعى (إبراهيم قربللي)، والبالغ من العمر نحو /10/ سنوات.
الاعتداء بالضرب من قبل العنصر جرى في باحة مدرسة حميد ناصر بالحي، بشكل وصفته مصادر أهلية وطبية لـ"نورث برس" بـ"الوحشي".
وحول أسباب الاعتداء فإن سكان وذوي الطفل أكّدوا لـ"نورث برس" أنَّ سبب الاعتداء هو لعب طفلهم في باحة المدرسة، ليُنقلَ إلى المشفى بُغية تلقي العلاج.
الاعتداء أثار استياء سكان مدينة حلب، وما زاد سخطهم هو ردّةُ فعلِ القوى الأمنية الحكومية، على الشكوى التي تقدَّمت بها والدة الطفل المعتدى عليه.
إذ اكتفت القوى الأمنية وفق سكان الحي، بالسؤال عن شكل واسم العنصر المعتدي على الطفل، فيما لم يُدلي أحد من الأهالي بأية معلومات خشية "انتقام العنصر منهم" على حد تعبير سكانٍ من حي الفردوس.
فيما أحد شهود العيان من سكان الحي الذي يقطنه العنصر (رفض الكشف عن اسمه خشية عمليات انتقامية ضدَّه)، قال لـ"نورث برس"، إن العنصر المعتدي هو من عائلة البدوي وينحدرُ من بلدة عنجارة بريف حلب الغربي.
وأضاف المصدر الخاص بأنَّ العنصر "سيء السُمعة والصيت ولا يمكن لأحدٍ الإدلاء بمعلوماتٍ عنه خشية انتقامه منهم كونه منضّم لأحد الألوية العسكرية التابعة للدفاع الوطني السوري".
وأردف قائلاً: "هذا هو حالنا أصحاب الأحياء الخاضعة لسيطرة الدفاع الوطني منذ سيطرة القوات الحكومية عليها نهاية عام 2016".
ورصدت "نورث برس" كذلك ردّود أفعال السكان على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث علَّق أحد المتابعين للحادثة بأنَّ "هذه قصة حكاية يومية تتكرر عشرات المرات، لكن المختلف بهذه القصة أنَّها وصلتكم ونُشرت وعلم بها من علم… للأسف طفلٌ صغيرٌ!! أين وصلت أخلاق هؤلاء؟".
فيما علَّق آخر على الحادثة بأنَّ "شبيحة الفردوس معروفون بالاسم وبالشخص، لا يحتاج الأمر إلى شطارة ومن يريد حل المشكلة عليه الكشف عن شخصية المعتدي".
يُشار إلى أنَّ الانفلات الأمني في الأحياء السكنية التي كانت خاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، بات شبه يوميٍ، ساهم في انتشاره كثرة السلاح، وفشل القوات الأمنية في فرض حالة الاستقرار على المدينة التي تضم آلاف العناصر من القوات الحكومية والأمنية والقوى المتحالفة معها والتابعة لها.