التضييق والعنصرية يزيدان مخاوف الطلاب السوريين في تركيا

درعا ـ نورث برس

تصطحب فريال محمد، وهي لاجئة سورية في ولاية مرسين التركية، كل يوم أطفالها إلى المدرسة وتحضرهم عند انتهاء الدوام، إذ يعيشون كباقي اللاجئين السوريين حالة من الخوف في ظلّ ازدياد العنصرية ضدهم.

وتحدّثت “محمد”، عن مشكلة تواجه ذوي الطلاب في حال ترحيلهم إلى سوريا، وهي أن الطلاب الذين وصلوا إلى المرحلة الإعدادية والثانوية “لا يجيدون كتابة اللغة العربية”، وهو ما يشكّل عائقاً في التأقلم مع المناهج في بلدهم.

ويعيش الطلاب السوريين اللاجئين في تركيا، مخاوفاً بشأن تزايد الأعمال العنصرية بحقهم بالإضافة إلى التضييق عليهم من قِبل الحكومة التركية؛ لدفعهم إلى مغادرة تركيا.

عمار الزايد، طالب جامعي في تركيا؛ قال لنورث برس، إن الطلاب كان لهم النصيب الأكبر من حملات الترحيل، وتمّ ترحيل عدد كبير من طلبة الجامعات باتجاه الشمال السوري.

وأضاف، أن البطاقة الجامعية سابقاً كانت تغني عن إذن السفر بين الولايات التركية، ولكن في الفترة الأخيرة لم يعد معترف بها وعلى كل طالب الحصول على إذن سفر للتنقّل.

وأشار، أن الطلاب الذين تمّ ترحيلهم إلى الشمال السوري؛ لم يستطيعوا استكمال تعليمهم الجامعي لعدة أسباب، والبعض منهم حاول الدخول إلى تركيا؛ عن طريق مهرّبين من أجل إكمال الطريق إلى أوروبا.

وأوضح أن طلاب الجامعات؛ يعيشون حالة من الخوف عند توقيفهم من قِبل عناصر الشرطة؛ تحسُّباً لحدوث أمر لا يعلمون به أو أي بلاغ كيدي يؤدي إلى ترحيلهم؛ على الرغم من عدم مخالفتهم للأنظمة والقوانين.

وازدادت أمور اللاجئين السوريين سوءاً؛ منذ أيار/ مايو، الماضي، حين كشف الرئيس التركي عن مشروع أطلق عليه اسم “العودة الطوعية”، ويهدف إلى إعادة مليون لاجئ سوري إلى “المنطقة الآمنة” بشمالي سوريا، في مستوطنات أُقيمت خصيصاً لاستقبالهم.

توترات سياسية

وكان للتّوترات السياسية في الداخل التركي، صدىً على اللاجئين؛ إذ صعّدت المعارضة التركية من وتيرة انتقاداتها للحكومة بسبب اللاجئين السوريين، وتبارى زعماء الأحزاب التركية في إطلاق التصريحات النارية بشأن اللاجئين السوريين.

كمال كيليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري؛ وعد في برنامجه الانتخابي للرئاسة “بإعادة كافة إخوتنا السوريين” إلى بلادهم؛ خلال عامين إن فاز هو بالانتخابات، بحسب ما قال خلال أحد المؤتمرات.

وقال أوميت أوزداغ، رئيس حزب النصر؛ إن النقطة الوحيدة في برنامجه السياسي هي ترحيل اللاجئين السوريين، وأن “كافة مشكلات تركيا؛ ستُحلّ فور إعادة السوريين إلى بلادهم”.

وبحسب إحصائيات المعابر الحدودية بين البلدين، فقد رحّلت تركيا نحو 5000 لاجئ سوري؛ منذ بداية العام إلى سوريا، فيما تشير إدارة معبر باب الهوى إلى أن ما يقرب من 16 ألف سوري؛ قد تمّ ترحيلهم إلى سوريا، في العام الماضي، بحسب تقارير صحفية.

“مزعجة جداً”

مضر الحماد، رئيس رابطة اللاجئين السوريين في تركيا، قال لنورث برس، إن عمليات الترحيل الأخيرة بحق اللاجئين السوريين، جعلتهم في حالة من التوجّس والحذر، حتى لدى طلاب الجامعات والمدارس.

وأضاف، أن التضييق على اللاجئين السوريين؛ جعلهم يعيشون حالة من الخوف في الذهاب إلى الحدائق أو المطاعم أو المقاهي وكذلك إلى الساحات العامة.

وهذا الأمر دعاهم إلى  الالتزام بمنازلهم؛ خوفاً من عمليات الترحيل “الكيدية”، حيث أن “قسماً من عمليات الترحيل كانت كيدية، وقسماً منها لعدم وجود إثباتات أو عدم وجود قيد”.

ونوّه أن ترحيل الطلاب؛ هو مسألة “مزعجة جداً”، حيث أن الطالب الذي يدرس في الجامعة في السنة الثالثة أو الرابعة، تكون عملية ترحيله “مزعجة وضارة”.

وأضاف: “الطالب درس الإعدادية والثانوية في تركيا، وعندما دخل إلى الجامعة يتمّ ترحيله إلى سوريا، فهذا الأمر يضرّ بالطالب وكذلك يضرّ بالعملية التعليمية للسوريين”.

وذكر أن اللاجئ السوري “ملتزم”، ولكن بسبب الجامعات أو العمل، فإن قسماً من الطلاب انتقلوا من المدن التي يحملون فيها الكمليك مثل أورفه؛ إلى المدن التي يتوفّر فيها العمل الزراعي والصناعي، مثل إسطنبول، وبورصة، وعنتاب، وأنقرة.

وأفاد “الحماد”، أن الآلاف من الطلاب السوريين الذين يدرسون  في المدارس والجامعات والمعاهد في تركيا، تمّ منعهم من قِبل ذويهم من الذهاب إليها بسبب الوضع الاقتصادي وعمليات الترحيل وحالات العنصرية.

والتخوّف الأساسي في سبب المنع؛ هو التحرُّز من وقوع مشكلة بين الطالب السوري وأقرانه من الأتراك، ويكون ذلك سبباً في ترحيل العائلة، حيث أن “المشكلة التي يكون السوري طرفاً فيها يتمّ ترحيله مع عائلته”.

وطالب رئيس رابطة اللاجئين السوريين في تركيا، إدارة الهجرة التركية؛ بإيقاف عملية ترحيل الطلاب، ريثما ينهوا دراستهم الجامعية.

وأكّد على ضرورة العمل على تجهيز البنى التحتية وتأمين الكهرباء والمياه وبناء الجامعات والمدارس والمشافي وتأهيل الطرق وتوفير الأمان؛ في سوريا؛ قبل قيام الحكومة التركية بإعادة اللاجئين.

إعداد: إحسان محمد ـ تحرير: قيس العبدالله