سوريا على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 77

إدلب- نورث برس

شهدت أروقة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدور الـ”77″، التي بدأت الخميس الماضي، العديد من اللقاءات الثنائية التي جمعت وزير الخارجية السوري فيصل المقداد مع نظرائه لعدة دول، منها روسيا، العراق، الأردن، إيران، الهند، أرمينيا، مالديف والإمارات، وغيرها، تناولت تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها، ومناقشة ملفات الأزمة السورية واللاجئين.

وشدد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف خلال اجتماعه مع نظيره السوري فيصل المقداد، أمس السبت، وعلى هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، على “استمرار بلاده بتقديم مختلف أشكال الدعم لسوريا للحفاظ على سيادتها واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها”.

وأكد الطرفان على “ضرورة عدم عرقلة الدول الغربية لتنفيذ مشاريع التعافي المبكر في سوريا التي نص عليها قرار مجلس الأمن 2642 ووفاء الدول المانحة بالتزاماتها في هذا المجال”.

وانطلقت اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ77 في الثالث عشر من أيلول/ سبتمبر الجاري، بحضور زعماء وقادة من 193 دولة.

قضايا مشتركة

وشدد سيرغي لافروف ونظيره السوري فيصل المقداد على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، على أهمية مسار أستانا وضرورة استمرار التنسيق تجاه مختلف القضايا، “قد يتقدمها تحريك الملف السياسي بسوريا بما يتناسب ومصالح موسكو”، وفق مراقبين.

ويحضر هنا المساعي الروسية في إيجاد تقارب بين الحكومة السورية وتركيا، حيث تؤكد في كل مناسبة على ضرورة هذا المسعى.

وفي التاسع عشر من هذا الشهر، قال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، إن بلاده ترحب باستعداد الرئيس التركي لبحث عقد لقاء مع رئيس الحكومة السورية.

وأضاف بوغدانوف أن موسكو “تدعو إلى تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق”.

وأشار إلى أن بلاده “تدعم فكرة تنظيم اجتماع لوزيري خارجية تركيا وسوريا. و”نحن على استعداد للمساعدة في عقده إذا لزم الأمر”.

وقال بوغدانوف: “نحن نتحدث عن إقامة اتصالات بين الجانبين؛ حالياً تجري الاتصالات على المستويين العسكري والاستخباري بين الجانبين، ونحن ندعم هذا اللقاء، ونشجعهم على ذلك”.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعرب عن استعداده للقاء نظيره السوري بشار الأسد على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند أوزبكستان، التي اختتمت أعمالها في السابع عشر من الشهر الجاري، وفقاً لصحيفة “حرييت” التركية.

وأكد أردوغان، في  كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، على “ضرورة الحل الجذري للأزمة السورية عبر قرار الأمم المتحدة”، وقال إن التسوية السلمية مطلوبة للنزاع في سوريا.

“ليست هناك اتصالات”

وسط غموض يكتنف تحركات لأنقرة ودمشق بشأن التقارب المرتقب، تتناقض تصريحات الطرفين في مضامينها، فتارة تلمح وترحب وتارة تنفي.

وقبل يوم نفى المقداد، وجود أي مفاوضات مع أنقرة فيما يتعلق بمسألة التطبيع بين الدولتين.

وقال المقداد في إفادة صحفية لوكالة “سبوتنيك”، إنه ليست هناك اتصالات أيضاً على مستوى وزارتي الخارجية بين البلدين”.

وأشار المقداد في حديثه إلى أن “عدم التزام تركيا يشكل عقبة تعيق التسوية في سوريا، بموجب (أستانا)”.

أيضاً نفت أنقرة وعلى لسان المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، الجمعة الفائت، وجود أي “خطط للاتصال السياسي” مع الحكومة السورية”.

فيما أكد قالن في إفادة صحفية، أن المخابرات تجري اتصالات في ما بينها، في إشارة إلى لقاءات رئيس المخابرات التركي هاكان فيدان مع علي مملوك رئيس جهاز المخابرات السوري.

تقدمها عودة اللاجئين السوريين

وبالعودة للاجتماعات الثنائية على هامش اجتماع الجمعية الأممية، تصدر ملف عودة اللاجئين السوريين، النقاشات التي جرت بين وزير الخارجية السوري، مع نظيره الأردني، أيمن الصفدي، في نيويورك.

وقال بيان وزارة الخارجية الأردنية، الخميس الماضي، إن الجانبان بحثا على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي تختتم أعمالها يوم غد الاثنين، الجهود المبذولة للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية، بما يضمن وحدة الأراضي السورية.

وشدد على ضرورة تهيئة الظروف الآمنة للعودة الطوعية للاجئين.

وناقش الطرفان قضايا أمن الحدود، ومكافحة تهريب المخدرات، والمياه والأمن الغذائي، ومواضيع ثنائية أخرى، وفقاً للبيان.

ويستضيف الأردن نحو 676 ألف لاجئ سوري، بحسب أحدث الأرقام الصادرة عن مفوضية اللاجئين للأمم المتحدة، يعيش معظمهم في مخيمي “الزعتري، والأزرق”. وبحسب إحصاءات الحكومة الأردنية، يوجد نحو 1.3 مليون سوري على أراضيها.

وأكد وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني لنظيره السوري، دعم بلاده لسيادة سوريا ووحدة أراضيها واستعادة الأمن والاستقرار بشكل كامل فيها.

وذكرت وكالة “سانا” أن الوزيرين التقيا على هامش مشاركتهما في الدورة الـ 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وأن الزياني أشار إلى “أهمية التعاون ومد الجسور مع الأشقاء والأصدقاء”، بينما قال المقداد إن “الأولوية بالنسبة لسوريا هي العمل على تطوير العلاقات العربية- العربية وتعزيز العمل العربي المشترك”.

وأضافت الوكالة أن الوزيرين بحثا تطورات الوضع في المنطقة، وسبل تطوير العلاقات الثنائية بين بلديهما في مختلف المجالات.

وقالت إنهما أكدا “أهمية وحدة الصف العربي وضرورة تجاوز الانقسامات والخلافات لمواجهة التحديات التي تتعرض لها الدول العربية”.

كما عقد وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا اجتماعا وزاريا بصيغة “أستانا” بشأن التسوية في سوريا، على هامش الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة.

واجتمع وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا سيرغي لافروف وحسين أمير عبد اللهيان ومولود جاويش أوغلو بعد التقاط الصور، في محادثات خلف الأبواب المغلقة.

إعداد وتحرير: فنصة تمو