في ظل نقص المعدات.. مشفى لمهجري عفرين شمالي حلب يستقبل آلاف المرضى شهرياً
حلب- دجلة خليل- NPA
يعاني مشفى"أفرين" في بلدة فافين بريف حلب الشمالي من نقص في الكادر الطبي المختص والتجهيزات الطبية من أجهزة تصوير الطبق المحوري وأجهزة التحاليل, بالإضافة لنقص في الأدوية النوعية مما يشكل ثقلاً على كاهل المرضى
ويعد مشفى "أفرين" المشفى الوحيد في ريف حلب الشمالي الذي يقدم الخدمات الطبية لمهجري عفرين في تلك المنطقة، حيث يستقبل يومياً ما بين /900-800/ حالة في كافة أقسامه.
أقسام
رغم أن المشفى يضم أكثر من/12/ قسماً من نسائية وأطفال وداخلية, بالإضافة إلى مخبر تحليل وتصوير شعاعي وغرف العمليات والعناية, إلا أنه يفتقر إلى العديد من الاختصاصات فيه كالعصبية والجلدية والنفسية والسنية.
واستقبل المشفى الشهر الماضي//23256 حالة متنوعة بين معاينة وعمليات ومراجعة, بحسب ما أفاد به الدكتور عثمان شيخ عيسى رئيس مجلس إدارة مشفى "أفرين" لـ"نورث برس".
وأشار شيخ عيسى إلى أن المشفى يعاني من "ضغط كبير ونقص حاد في الأدوية والكادر الطبي لتغطية هذه الأعداد الكبيرة من المرضى", مبيناً أن المنظمات الصحية من الصليب الأحمر وغيرها التي تقوم بزيارة المشفى بين الحين والآخر "لا تقدم أي خدمات للمشفى".
ونوه شيخ عيسى إلى أن الحالات الصحية الخطيرة يتم معالجتها في مدينة حلب, مشيراً إلى أن هناك "مضايقات كبيرة من قبل القوات الحكومية السورية في خلق صعوبات أمام المرضى في حال الذهاب إلى حلب والتي بين الحين والآخر تقوم بإغلاق الطريق, فيضطر المرضى إلى الانتظار عدة أيام حتى يتم فتح الطريق".
وتمنع حواجز الحكومة السورية خروج المهجرين من أهالي عفرين للوصول إلى مدينة حلب ومعالجة أنفسهم إلا من خلال تنسيق مع إدارة مشفى "أفرين".
في هذا السياق, بيّن شيخ عيسى أن هناك مرضى فقدوا حياتهم نتيجة إغلاق الطريق وعدم الحصول على إذن الدخول إلى حلب, مطالباً المنظمات الدولية والمحلية بتقديم مساعدات للمشفى كون "منطقة ريف حلب الشمالي تعتبر محاصرة".
وأضاف شيخ عيسى "نملك سيارة إسعاف واحدة حاصلة على إذن لدخول مدينة حلب وهي لا تكفي لأعداد المرضى", مشيراً إلى أنهم حاولوا أخذ إذن لسيارة إسعاف أخرى للحالات الخطيرة إلا أن طلبهم قوبل بالرفض من قبل الجهات الأمنية التي تقوم بالتنسيق معها.
طوابير الانتظار
يضطر المرضى والمراجعين للقدوم باكراً إلى المشفى وانتظار دورهم, مما يشكل عبئاً إضافياً عليهم, فتزيد حالة بعضهم سوءاً.
تقول موليدة شيخو (54عاماً) إحدى المهجرات من عفرين والتي كانت تنتظر في المشفى عدة ساعات "أنا هنا منذ الصباح انتظر دوري, رقم بطاقتي 53//, الازدحام شديد بالمشفى والانتظار يزيد من حالتي سوءاً".
نقص الأدوية
يضطر بعض المرضى الذين لا تتوفر أدويتهم في صيدلية المشفى, لشرائها من مدينة حلب، الأمر الذي يخلق عبئاً إضافياً ويزيد من معاناتهم, وفي هذا السياق تقول المريضة أيتان جمعة حسين "لا تتوفر كامل وصفتي الطبية في صيدلية المشفى فأضطر لشرائها في حلب وهي باهظة الثمن، منوهة إلى أن "المشفى يقدم كافة خدماته للمرضى".
وتصل علبة الدواء الواحد التي تشتريها حسين من حلب والتي غالباً ما تنتظر عدة أيام حتى وصولها إلى 6// آلاف ليرة سورية, وحول هذا تقول حسين "أنا مهجرة من عفرين وليس لدي القدرة المالية لشراء الدواء بشكل دائم من صيدليات حلب".
من جانبها أشارت زلوخ سليمان (50عاماً) كانت ترافق حفيدها الرضيع في المشفى إلى أن عدم توفر الإمكانيات والأجهزة والأدوية الكافية, أدى إلى "زيادة حالة حفيدي سوءاً يوماً بعد يوم".
ويعاني مهجرو عفرين في مخيمات بريف حلب الشمالي من ظروف معيشية صعبة في ظل غياب دور المنظمات الإنسانية, حيث هجر حوالي /350/ ألف شخص من عفرين، إبان سيطرة تركيا مع فصائل المعارضة السورية المسلحة على منطقة عفرين في الثامن عشر من آذار/مارس العام الماضي، بعد معارك دامت حوالي شهرين مع وحدات حماية الشعب.