رغم أهميته.. جسرٌ جنوب الحسكة خارج الخدمة لأكثر من عقد وتأهيله “مكلف”
الشدّادي- نورث برس
لا يزال جسر قرية العطالة، التابعة لناحية العريشة، بريف الشدّادي، جنوبي الحسكة، خارج الخدمة؛ منذ قُبيل الحرب السورية وحتى الآن.
ورغم تكرار مطالب سكان العريشة؛ بضرورة إعادة تأهيل الجسر لما له من أهمية، إذ يُعتبر صلة ربط بين العريشة والشدّادي.
ويقع الجسر، 35 كم جنوبي الحسكة، وخرج عن الخدمة كلياً قُبيل الحرب، جرّاء الفيضانات وسيول الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة.
وكانت الورش الفنية، التابعة للحكومة السورية، قد بدأت بتنفيذ مشروع إعادة تأهيل الجسر؛ عبر بناء جدران إسمنتية، ولكن لم يُستكمل نتيجة اندلاع الحرب.

ويتذمّر،عبد العلي، (60 عاماً)، من ريف ناحية العريشة، من عدم إعادة تأهيل الجسر رغم مرور سنوات على سيطرة الإدارة الذاتية على المنطقة.
وكانت قد خرجت مناطق ريف الحسكة الجنوبي، عن سيطرة الحكومة، عام 2013، عقب معارك خاضتها قواتها مع الفصائل المعارضة المسلحة.
وبعد عام من سيطرة المعارضة المسلحة عليها، شنّ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)؛ هجوماً عنيفاً عليها ودارت بينهما معارك طاحنة دامت لأيام، سيطر بعدها التنظيم على المدينة.
وفي 2016، تمكّنت قوات سوريا الديمقراطية، من السيطرة على الشدّادي وريفها.
ويسلك السكان، طريقاً ترابياً بجانب الجسر، للمرور إلى الجهة الثانية، كبديل عن الجسر، لكن ذلك يُشكّل خطراً وخاصة أثناء عبور الآليات الثقيلة.
وشهد الطريق، على مدار السنوات الماضية، حوادث مروية عدّة، تسبّبت بإصابات بشرية بسبب ضيقه.
وخلال فصل الشتاء، تزداد الخطورة، حيث لا تستطيع العبّارات المائية في أغلب الأحيان؛ أن تعبر كميات المياه المنحدرة إليها جرّاء الأمطار، فتفيض المياه؛ ما يتسبّب بخروج الطريق عن الخدمة، ويضطّر أصحاب المركبات أن يسلكوا طرقاً بعيدة للوصول إلى وجهتهم.
ويُشير “الحسن”، إلى أنهم طالبوا بلدية العريشة مرات عدّة لإعادة تأهيل الجسر، “ولكن دون جدوى”.
وبعد مرور سنوات على تأسيس البلدية، ومجلس ناحية العريشة، التابع للإدارة الذاتية، لم تضع الجسر ضمن خططها لإعادة التأهيل.
ويُرجع أحمد الشيخ، الرئيس المشارك لبلدية العريشة، السبب في ذلك؛ إلى عدم وجود ميزانية كافية لديهم كل عام.
ويُشير، إلى أنهم طالبوا إدارة البلديات في الحسكة، لدعم المشروع مادياً، “ولكن لم نحصل على الموافقة”.
ويُناشد أحمد الشيخ، المنظّمات الدولية، للعمل على تأهيل الجسر؛ وخاصة أن إصلاحه يُكلّف “مبالغ كبيرة جداً”.
وأثناء مرور، محمد الجراد، (40 عاماً)، من سكان ريف العريشة، على الطريق الترابي، تدهّورت آلية لحفر الآبار، وسقطت مع صاحبها من على حرف الطريق الترابي البدائي، ما تسبّب بإصابات للسائق.
ويقول “الجراد”، إن الطريق الترابي لا يتجاوز عرضه ثلاثة أمتار، ولا يتّسع سوى لمرور مركبة واحدة، “عندما تمرّ سيارة عليه، ينتظر أصحاب السيارات الأخرى على جانبي الطريق حتى يصلهم الدور”.
ويُشير، إلى أن رداءة الطريق البديل؛ يتسبّب بأعطال للسيارات، في الوقت الذي تُكلّف فيه أعمال الإصلاح “مبالغ مالية كبيرة”.