الملف السوري.. تحرُّك “خجول” للأطراف الدولية وسط انعدام خيارات المعارضة
إدلب- نورث برس
تجري في هذه الأثناء، تحرُّكات “خجولة” للأطراف الدولية المُتدخّلة بالملف السوري، وسط قلة أو انعدام الخيارات أمام المعارضة السورية.
والأسبوع الماضي، عُقدت أولى اجتماعات هيئة التفاوض السورية، في جنيف، مع ممثلين للأمم المتحدة، ودول من مجموعة أصدقاء الشعب السوري، لبحث كيفية تحريك مسار الحلّ السياسي في سوريا، واستمرت ليومين.
وشدّد البيان الختامي للمجتمعين، على “ضرورة التوصُّل إلى حلّ سياسي للأزمة في سوريا، وفق القرار 2254، والدّعم المستمر لوقف إطلاق النار في سوريا، ومسار اللجنة الدستورية”.
وقال حسن الحريري، عضو اللجنة الدستورية المُصغّرة، الثلاثاء، إن نتائج القمة التي عُقدت في جنيف، نهاية آب/ أغسطس، الماضي، كانت إيجابية.
وأضاف “الحريري”، أنه “من النتائج الإيجابية، هو صدور قرار بعدم إعادة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية، وعدم حضور مندوبه قمة الجزائر”.
والأحد الماضي، أعلنت الجزائر، عن أن القمة العربية ستُعقد في موعدها المقرّر، في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر المُقبل، وأنها “جاهزة للحدث، فيما تقرّر رسمياً عدم حضور سوريا، تلافياً للخلاف حول هذا الملف”.
وأشار “الحريري”، إلى أنه في حال استمرار “روسيا والنظام بتعطيل عمل اللجنة الدستورية، ستتولّى هيئة المفاوضات والائتلاف وباقي قِوى المعارضة، اتّخاذ خطوات وخيارات لتفعيل مسار العملية السياسية، مع وجود دول صديقة للشعب السوري والأطراف المعنية بهذا الشأن”.
“لا تمتلك أي أوراق“
قالت سميرة مبيض، عضو باللجنة الدستورية السورية، عن كتلة المجتمع المدني، إن هذه المعارضة “لا تمتلك أي أوراق، مساعيها كلها كانت لتقاسم السلطة مع الأسد، وفشلت بحكم رفض السوريين المتضررين لهذا المسار الكارثي”.
وأضافت “مبيض”، لنورث برس، أن الجمود الذي يسود أروقة الساحة السياسية السورية، “ناجم عن عدم طرح أي رؤى قابلة لتحقيق الاستقرار من قِبل الجهات التي تضطلع بالشأن السوري”.
بالإضافة إلى، “فقدان الشارع السوري الثقة بهذه الأطراف خاصة بعد المعطيات الأخيرة التي أظهرت وجود مساعٍ للمصالحة مع نظام الاسد”.
وأشارت “مبيض”، إلى أن “كل تلك المُعطيات، تلعب دوراً مؤثراً بشكل مباشر في العملية السياسية السورية، فقد تبين عدم إمكانية تدوير الأطراف المتسبّبة في الفشل السابق، كما أن الضبابية والتعقيدات السائدة على المشهد الإقليمي والدولي تنعكس بشكل مباشر على الوضع في سوريا”.
ولم تستبعد السياسية السورية، أن تتوجّه المعارضة لأي طرف، في حال “رُفعت رعاية الحكومة التركية عنها”.
“استعراض سياسي“
ويعتقد السياسي والكاتب الصحفي، حافظ قرقوط، أنه “ليس هناك عملية سياسية، بقدر ما هو استعراض سياسي لإدارة الأزمة؛ والأمم المتحدة مع الدول المؤثرة في الملف السوري تُدير الوقت وتسعى لتمريره فقط”.
ويقول “قرقوط”، لنورث برس، إن كافة الاجتماعات التي عُقدت، ولا زالت تُعقد، من وجهة نظر المعارضة “يجب أن تكون حاضرة في جميع اللقاءات”، في إشارة إلى قمة جنيف الأخيرة.
ولكن هذا فقط “كأسلوب سياسي للمعارضة ليبقى الملف على الطاولة، فرفضهم للحضور، يعني إدخال الملف في كواليس القرارات الدولية”، بحسب “قرقوط”.
ويضيف “قرقوط”: “لا يمكن أن نقول أن هناك تقدم بالملف السياسي، أو أن هناك نتائج مرضية، فالمعارضة السورية وكافة السوريين، فقدوا الكثير من الأوراق، فقط بقي نشاطهم العلني والإعلامي”.
ويشير إلى أن “المعارضة أعلنت تسليمها الملف السياسي، للأمم المتحدة ولكافة الدول التي تتقابل مع مسؤوليها”.