“بلد البترول ولا يتوفر فيه الغاز”.. حال سكان شمال شرقي سوريا

القامشلي/ الحسكة- نورث برس

منذ أكثر من شهر، ينتظر يوسف، الحصول على أسطوانة غاز من كومين حيّه، ويخشى أن يطول الأمر أكثر من ذلك، كما حدث قبل عدة أشهر.

وعلى الرغم من خطورته، تستخدم عائلة يوسف علي، (35 عاماً)، حالياً موقد الكاز البدائي، والمعروف محلياً بـ”البابور” لطهي الطعام.

وبينما يقف تحت أشعة الشمس، يقول الرجل الثلاثيني، وهو عامل مياومة، إن شراء أسطوانة من السوق السوداء تفوق طاقته المادية، إذ أن سعرها يتراوح ما بين 30 إلى 35 ألف ليرة سورية.

وفي شمال شرقي سوريا، يعاني السكان من تأخُّر استبدال أسطوانات الغاز في كومينات أحيائهم، إذ يضطرون للانتظار لأكثر من شهر أو شهرين.

ويلجأ ميسورو الحال، للشراء من السوق الحرة، في حين يستخدم آخرون المواقد البدائية المعتمدة على الكاز.

ويحاول من يملك سخانة كهربائية، الاعتماد عليها في الطهي لتوفير استهلاك أسطوانته، ولكن ذلك الخيار ممكن فقط أثناء توفر الكهرباء النظامية التي تشهد تقنيناً حاداً.

وتقوم كومينات الأحياء، في شمال شرقي سوريا، بتسجيل أسماء العائلات وتوزيع أسطوانات الغاز عليهم، حيث تمتلك كل عائلة بطاقة تتيح لها شراء الوقود والغاز المنزلي بأسعار مدعومة.

والكومينات؛ هي وحدة اجتماعية أسستها الإدارة الذاتية، ضمن الأحياء, تتألف من عدة لجان من سكان الحي، وتعمل على تأمين حاجات الحي.

ويُرجع نضال لوقو، مسؤول معتمدي الغاز بالقامشلي، سبب تأخُّر التوزيع؛ إلى نقص الكميات الواردة إلى القامشلي وباقي المدن، وسط ازدياد الكثافة السكانية في المنطقة، وتوسُّع نقاط توزيع الغاز مقارنة بالسنوات الماضية.

ويُعدّ معمل الغاز بمنطقة سويديك، بريف ديرك، الوحيد الذي يغذّي كافة شمال شرقي سوريا، بالمادة، وسط حديث مسؤولين في الإدارة الذاتية، عن نقص في الكميات المنتجة.

وفي تصريح سابق، لصادق محمد أمين، الرئيس المشترك للإدارة العامة للمحروقات، في الإدارة الذاتية، قال لنورث برس، إنه “سيتم استيراد مادة الغاز من إقليم كردستان العراق، لتغطية النقص في مناطق الإدارة الذاتية، باعتبار أن إنتاج الآبار في شمال شرقي سوريا، من المادة لا يغطّي حاجة المنطقة”.

 ويتساءل البعض عن كيفية توفُّر الغاز في السوق السوداء وبكثرة في حال كان هناك قلة في الإنتاج؟.

ويشير “لوقو”، إلى أنهم يحصلون على 44 ألف جرة غاز شهرياً، ويتم توزيعها على 33 مركزاً خاصاً بمعتمدي توزيع الغاز، الحاصلين على ترخيص التوزيع, “من ضمنها ألفي أسطوانة مخصصة للحالات الإنسانية ومؤسسات الإدارة الذاتية”.

ويقوم المعتمدون بتوزيعها على الكومينات، التي تقوم بدورها بتسليمها للسكان من خلال البطاقات المخصصة للغاز.

ويلفت “لوقو”، النظر إلى أن السكان يحصلون على أسطوانة غاز كل 40  أو  45 يوماً.

وفي حي تل حجر، بمدينة الحسكة، تقول فاطمة شيخو، (60 عاماً)، إن كومين حيّهم لم يستلم أسطوانات الغاز الفارغة منهم منذ ثلاثة أشهر، دون معرفة الأسباب.

ولجأت عائلة السيدة الستينية، المكونة من خمسة أفراد، لشراء أسطوانة من السوق الحرة بسعر 25 ألف ليرة، “ولكن نطبخ كميات قليلة من الطعام لتوفير الغاز”.

وتستخدم العائلة أيضاً السخانة الكهربائية التي تمتلكها وأحياناً البابور، وتتساءل، “نحن في بلد البترول ولا يتوفّر الغاز والمازوت”.

وبحسب سكان، فإن أسطوانات الغاز في السوق الحرّة، لا تكون ممتلئة كالتي يتمّ توزيعها عن طريق الكومينات، ناهيك عن سعرها المرتفع الذي يختلف من مدينة إلى أخرى، بينما يبلغ سعرها لدى الكومين 3500 ليرة سورية.

ويتحدث حسام الجردي، الرئيس المشارك للجنة المحروقات، في الحسكة، هو الآخر عن نقص كمية الغاز الواردة إلى الحسكة، وسط تزايد عدد العائلات في المدينة.

وتصل نحو 36 ألف أسطوانة إلى الحسكة، شهرياً، “لكن نحتاج لما يقارب 50 ألف أسطوانة”، بحسب قول “الجردي”.

إعداد: نالين علي/ إيفا أمين- تحرير: سوزدار محمد