مطعم سوري أثار أزمة.. “حق المصرية” هاشتاغ يُعيد أجواء التحريض ضد السوريين

القاهرة- محمد أبوزيد- NPA
لم تكد أزمة التحريض ضد السوريين في مصر تنتهي إلا وتلوح في الأفق بوادر أزمة جديدة، أعادت إلى الواجهة تعليقات عدائية ضد السوريين من قبل بعض النشطاء الذين أطلقوا هاشتاغ "حق المصرية ياريس" مناشدين السلطات المصرية بالتدخل في أزمة أثيرت بين مصرية ومطعم سوري في محافظة الإسكندرية (شمال مصر)، إضافة إلى هاشتاغ يحمل عنواناً "ترحيل السوريين مطلب شعبي"، تضمنا العديد من التعليقات المسيئة للسوريين والمحرضة ضدهم أيضاً.
الوقعة بدأت لدى قيام سيدة مصرية تُدعى شيرين، بنشر مجموعة من الصور والفيديوهات تباعاً عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ترصد فيها قيام أحد السوريين بالاشتباك اللفظي معها ومع والدتها، فضلاً عن تضرر والدتها من مخلفات المطعم الذي يمتلكه السوري.
وتظهر الفيديوهات المصورة شخصاً يتشاجر باللهجة السورية مع سيدتين مصريتين، وفي أحد الفيديوهات المنشورة قال إنه يعامل السيدتين باحترام وقال نصاً: "عيب تتكلمي معايا كدا، أحنا مؤدبين معكم".
"أمي ساكنة فوق مطبخ مطعم ـ ارتأت نورث برس عدم ذكر اسمه ـ في الإسكندرية (شمال مصر)، وتحديداً في منطقة العصافرة، السوريون وللأسف معهم المصريين الفسدة المرتشين جعلونا لا نستطيع العيش، حرارة عالية والشقة صهد (شديدة الحرارة والرطوبة) ورائحة وإزعاج ليل نهار، ولا توجد مواعيد عمل، وأخيرا بدأ التطاول علينا والاستقواء بالأموال".
وشاركت شيرين، فيديو يُظهر أحد المسؤولين بالمطعم المذكور يُرجح أنه صاحبه يقوم بالتشاجر معها ووالدتها بينما يقفان هما في شرفة منزلهما، ويطلب منهم الحديث مع رجل البيت، بعد قيامهما بالهجوم عليه ورفض قيامه بتنظيف معدات المطعم أسفل الشرفة.
وكشفت السيدة المصرية، عن أن المشكلات مع صاحب المطعم ليست وليدة اليوم، لكنها منذ أكثر من شهر أبلغت الأمن الصناعي ضده، وجاء عناصر الأمن الصناعي وسحبوا منه بعض المعدات، لكنّه أعادها من جديد، مشيرة إلى أنه لا يتبع قواعد الأمان. وادّعت أنه كان قد تم ضبط لحوم فاسدة لديه، لكنه تمكن من إعادة فتح المطعم بعد أن أوكل المسألة لعشرة محامين كبار، على حد قولها.
وشاركت السيدة المصرية صوراً لمعدات المطعم، كما شاركت صوراً لمخلفات المطعم التي قالت إنها تنبعث منها رائحة كريهة تتسبب في الأذى لهم.
وصورّت السيدة السورية في سلسلة منشورات لها عبر "تويتر" الوضع على كونه "معركة غير متكافئة" وقالت إن "أمناء الشرطة قالوا لنا ذلك.. قالوا إن صاحب المطعم معه ملايين، نحن لسنا على قدر قوته لندفع مصروفات لمحامٍ يحرك لنا دعوى ضده، لم نعد نستطيع الصعود أو النزول من المنزل عند والدتنا بسبب كمية العمال السوريين في المطعم، يذكرونني بالاحتلال!".
كما ادّعت السيدة المصرية التي شاركت تلك الوقائع التي عانت منها على حد قولها، أن أصحاب المطعم استحضروا مجموعة سيدات مصريات للتعرض إليهن والشجار معهن، في محاولة لإثناء السيدة ووالدتها من التحرك قانوناً.
وفور أن نشرت السيدة المصرية تلك الصور والفيديوهات بادر عديد من رواد موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بتداول تلك المواد، وأطلقوا هاشتاغ "حق المصرية يا ريس" مطالبين خلاله السلطات المصرية بالتدخل، تضمن الهاشتاغ تحريضاً ضد السوريين وتعليقات مسيئة، جنباً إلى جنب وهاشتاغ آخر تحت عنوان "ترحيل السوريين مطلب شعبي"، تضمنا دعوات لمقاطعة المطاعم السورية، فضلاً عن دعوات للسلطات المصرية باتخاذ مواقف حازمة من السوريين.
وفيما تواصلت "نورث برس" مباشرة مع المطعم المذكور للحصول على تعليقه فيما نسب إليه من اتهامات ووقائع مُسجلة بالصوت والصورة من جانب السيدة المذكورة، لكنها لم تتلق رداً بعد، فإن التفاعل على الوسم الرئيسي "حق المصرية يا ريس" لا يزال يتزايد بتعليقات تكيل الاتهامات للسوريين، ودعوات لاتخاذ موقف رسمي من السوريين في مصر، والذين وصفهم البعض عبر الهاشتاغ نفسه بـ"الطاعون" ضمن جملة من الأوصاف المسيئة.
ويحظى المطعم المذكور بإقبال واسع من قبل سُكان الحي والأحياء المجاورة، ويقبل عليه زبائنه من المصريين والسوريين معاً، سواء من خلال خدمة التوصيل "الدليفري" أو من خلال زيارة المطعم نفسه. وحصل المطعم الذي يصف نفسه بأنه (رقم واحد في الإسكندرية) –عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي على تقييم /3.5/ من أصل خمس نجوم من قبل عملائه الذين شاركوا تجربة تناول الطعام فيه أو خدمة الدليفري. ويحظى المطعم، عبر صفحته بالعديد من التعليقات الإيجابية فيما يخص الأسعار ومذاق الطعام الذي يقدمه.
وشهدت مصر، الشهر الماضي، تصاعداً لحملة هجوم ضد السوريين، بدأت ببلاغ قدّمه المحامي سمير صبري، إلى النائب العام المصري، يطالب فيه بالتحقيق في تدفقات الأموال السوريّة في مصر، واستُكملت حلقات الأزمة بتدوينة لمؤسس تنظيم الجهاد السابق نبيل نعيم، ادّعى فيها أن كل السوريين الموجودين في مصر ممولين من تنظيم الإخوان، وروى واقعة حاول من خلالها إثبات ذلك، بينما طوى المصريون صفحة تلك الأزمة بهاشتاغ مُنتصر للسوريين والعلاقات الودّية بين الشعبين، حمل عنوان "السوريين منورين مصر" وانتهت الأزمة عند ذلك الحد، قبل أن تطل برأسها من جديد من خلال تلك التعليقات التحريضية على واقعة المطعم والسيدة.