لاجئون سوريون في مخيم بأربيل يعجزون عن تأمين دوائهم
أربيل- نورث برس
يفكر إدريس محمد، وهو لاجئ سوري داخل المخيم بكيفية حل مشكلة عائلته المريضة، فهو يحتاج شهرياً ما يقارب مئتي دولار أميركي ثمناً للأدوية.
ويقول “محمد” إن أسعار الأدوية مرتفعة جداً، كما أن أسعار الصنف الواحد منها تتفاوت بشكل كبير بين صيدلية وأخرى ليصل إلى عشرة آلاف دينار (7 دولار) وأكثر أحياناً، في إشارة منه إلى غياب الرقابة في توحيد الأسعار.
ويعجز “محمد” عن تأمين الأدوية لعائلته، لذا لجأ إلى محاولة جلبها بسعر أرخص من سوريا، بينما يحصل على قسم آخر من الأدوية مجاناً من أحد الخيّرين في بغداد، حسب تعبيره.

ويشتكي لاجئون سوريون في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، من ارتفاع أسعار الأدوية التي لا يمكن الاستغناء عنها أو تقنينها مثل غيرها من المواد، عند الأخذ بعين الاعتبار سوء أحوالهم المعيشية.
ويعاني اللاجئون السوريون، في مخيم “كوره كوسك” في أربيل، ارتفاع أسعار الأدوية، وتفاوت سعرها بين صيدلية وأخرى، ما يدفعهم للاقتراض أحياناً لتأمينها، أو طلبها بسعر أرخص من سوريا. عبر بعض المسافرين.
وثمة مؤسسة طبية في مخيم “كوره كوسك” إلى جانب صيدلية تم وضعها مؤخراً، يقدم من خلاله الأطباء خدماتهم للعائلات اللاجئة، لكن ليس مجانياً، ما يعني أنه على اللاجئين تحمّل تكاليفها، رغم أنها تقدم أحياناً خدمات شبه مجانية لبعض الحالات.
وتشتكي اللاجئة السورية زبيدة عجو، الغلاء وهي تقوم بشراء نوع من الدواء ثلاث مرات شهرياً، فتقول لنورث برس: “يصل سعر دوائي إلى خمسين ألف دينار(34 دولار)، لأنني أعاني عدة أمراض منها ضغط الدم وارتفاع السكري”.
ويضم مخيم “كوره كوسك” العديد من العائلات السورية اللاجئة، التي تعاني أمراض متوسطة مرتبطة بالتقدم في العمر، بينما يوجد أيضاً عائلات يعانون من أمراض مُزمنة، تحتاج لعناية طبية خاصة، وتأمين الدواء بشكل مستمر.
وسابقاً، كان اللاجئون السوريون يستفيدون من الخدمات المجانية للمستوصف الطبي الذي أُسس داخل المخيم منذ تشييده، لكن ليس بعد أن تم إلغائه مؤخراً في إطار قيام الأمم المتحدة بسحب قسم من معوناتها تدريجياً.

ويتحمل بعض الأطباء السوريون داخل المخيم، جزءً من أعباء اللاجئين، فيحاولون مساعدتهم، منهم الطبيب رامان محمد، الذي يقدم العديد من الخدمات شبه المجانية للعائلات داخل مخيم “كوره كوسك”.
يقول “محمد” إن “أغلب العائلات لا تقوى على دفع تكاليف الأدوية المرتفعة، لذلك نوفر الدفع بالتقسيط، ونخصم نصف سعر الدواء للعائلات الأشد فقراً، كما نوفر المعاينة الطبية المجانية بين وقت وآخر”.