رغم الدمار الهائل.. أهالي الباغوز يعيدون الحياة إلى بلدتهم
الباغوز ـ جيندار عبدالقادر – NPA
عادت الحياة من جديد إلى بلدة الباغوز، في ريف دير الزور الشرقي، شرقي سوريا، أواخر شهر تموز/ يوليو الماضي، رغم الدمار الهائل الذي طالها، نتيجة المعارك التي درات بين تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وشهدت بلدة الباغوز القريبة من الحدود العراقية السورية، معركة انكسار تنظيم "الدولة الإسلامية"، والتي تسببت بنزوح الآلاف من سكانها إضافة للمناطق المحيطة بها إلى مخيمات وأماكن آمنة بعيداً عن المعارك.
أهالي البلدة بدأوا وبشكل تدريجي بالعمل على إعادة الحياة إليها، رغم الدمار الهائل الذي تعرضت له، إذ تم افتتاح عدد من المحال التجارية، إضافة لعودة حركة السيارات والشاحنات والدراجات النارية التي يستخدمها الأهالي للعمل والتجول، وعودة البعض إلى منازلهم بعد فترة من النزوح.
نزوح المدنيين
اضطر أهالي بلدة الباغوز مثل غالبية المناطق الواقعة شرق الفرات إلى النزوح إلى مناطق أكثر أمنا؛ هرباً من المعارك والاشتباكات، ففي أواخر عام 2017 تمكنت قوات الحكومة السورية وحلفائها من السيطرة على المدن والبلدات الواقعة في غرب الفرات لاسيما مدينة البوكمال والقرى المحيطة بها، والتي تقابل الباغوز على الضفة اليمنى من نهر الفرات.
ونزح أهالي الباغوز إلى مناطق البصيرة والشحيل وغيرها من مدن وبلدات ريف دير الزور الشرقي، بالإضافة لنزوح الكثيرين منهم إلى مدن وبلدات الحسكة بسبب القذائف والقصف الذي كان مصدره مناطق سيطرة القوات الحكومية في الجانب الآخر من النهر.
عودة الأهالي إلى الباغوز
رغم أن الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا لم تصدر أي قرار بإجازة عودة أهالي الباغوز إلى قراهم وبلدتهم، إلا أن عدداً ملحوظاً منهم بدأوا بالعودة إلى منازلهم، باستثناء بعض الأماكن التي تحولت إلى مناطق عسكرية مثل مخيم الباغوز.
تيسير عبيد الحاس /48/ عاماً من قرية الباغوز يقول لــ"نورث برس" إنه عاد إلى البلدة مع جزء كبير من الأهالي منذ نحو عشرين يوماً، واصفاً الوضع بالسيء جداً وأن "مقومات الحياة معدومة والبيوت مهدمة والخدمات غائبة، بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء والمياه".
أما عبد الجاسم الشرقاوي من سكان الباغوز يقول إن وضعهم مأساوي، فبعد نزوح دام سنتين، عاد ليجد منزله مهدماً، فأضطر للسكن في جزء منه لايزال قائماً.
ولفت الشرقاوي إلى أنّ "الوضع الأمني جيد، لكن ليست هناك خدمات، لا مياه ولا كهرباء"، فيما شدد على أن"الوضع مخيف جداً في عتمة الليل".
ولم يتسنَ لـ"نورث برس" لقاء أي مسؤول تابع للإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا في الباغوز؛ لعدم وجود أي مؤسسة رسمية هناك، في حين تنتشر في المنطقة فقط الحواجز والمقار الأمنية والعسكرية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية.