تزايد ظاهرة اقتناء ألعاب الأسلحة لدى الأطفال في القامشلي
القامشلي- إبراهيم إبراهيمي- NPA
في مشهد تقليدٍ للمسلحين في الحروب والقتال الحقيقي، يسير الأطفال في الشوارع والأزقة حاملين في أيديهم الأسلحة البلاستيكية، بدلاً من الحلوى والألعاب، حيث ازدادت ظاهرة اقتناء ألعاب الأسلحة في فترة أيام عيد الأضحى لهذا العام بين أطفال القامشلي.
ومع كل عيد تطفو ظاهرة الأسلحة البلاستيكية في أيدي الأطفال على السطح في المدينة، إلا أنها برزت أكثر مع عيد الأضحى هذا العام.
عواقب نفسية
وتعكس هذه الظاهرة الظروف العامة التي تمر بها المنطقة، وتشير بحسب مختصين نفسيين إلى تأثر الحالة النفسية للأطفال بمفرزات الحرب.
يقول محمد علي عثمان مدير مركز "سمارت للاستشارات النفسية" لـ"نورث برس" إن البيئة المحيطة بشكل عام من الشارع والإعلام والأهل والأصدقاء تشجع ظاهرة اقتناء الأطفال لألعاب العنف والسلاح, وهذه الظاهرة تؤثر على سلوك الأطفال، وتزيد من عنفهم وقساوتهم في التعامل، وتضعف لديهم الجانب الإنساني من رقة وتعاطف.
سلوك عدواني
يثير استمرار تأثير ألعاب الأسلحة على نفسية الطفل قلق المختصين الاجتماعيين، فتقول الاستشارية الاجتماعية جيهان علي لـ"نورث برس" نلاحظ انتشار ظاهرة ألعاب الأسلحة بكثرة بين الأطفال, فيتولد من كل ذلك السلوك العدواني, وثقافة الانتقام والثأر في الكبر, وأفكار تدميرية تجاه المجتمع".
وتنصح الاستشارية الاجتماعية جيهان علي بمعالجة الطفل الذي يحمل ألعاب الأسلحة مشيرةً إلى أنها "مهمة الأسرة والمشرفين والمدارس".
وتضيف علي "لعبة السلاح تولد تشوها نفسياً كبيراً لدى الطفل, ويمكن أن تتحول إلى حالة اكتئاب وارتكاب جريمة في المستقبل".
إقبال كبير
صلاح محمد صاحب متجر الألعاب في مدينة القامشلي يقول لـ"نورث برس" إن هذا العيد شهد إقبالا كبيرا على شراء ألعاب الأسلحة البلاستيكية، لدرجة أن الأطفال لم يعودوا يرغبون في شراء أي ألعاب أخرى مع العلم أن هناك الكثير من الألعاب التعليمية والتوعوية التي يستفيدون منها بدلا من الأسلحة البلاستيكية.
تعميم دون تنفيذ
وتسبب الأسلحة البلاستيكية إصابات خطيرة في أجساد الأطفال، لاسيما العين إذا ما سُددّت نحو الوجه, ما دفع بالجهات المسؤولة في العام الماضي لمنع استيراد ألعاب الأسلحة وبيعها.
وبعد تكرار حوادث عدة في العام المنصرم، وكان أغلبها في الأحياء الغربية للمدينة، وكثرة انتقاد الظاهرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أصدرت المديرية العامة للتجارة في إقليم الجزيرة تعميما في العام الماضي, منعت بموجبه استيراد ألعاب الأطفال ذات الطابع العسكري (المسدسات بجميع أنواعها، الرشاشات).
وربط التعميم حينها الأسباب بكسب الأطفال "للسلوك السلبي" نتيجة ظروف الحرب في البلاد، لكن ألعاب الأسلحة ما تزال تباع في المحال، ومازال الأطفال يحملونها في هذا العيد مثل الأعياد السابقة.