في ظل ارتفاع الدولار.. سكان حلب يشتكون من سوء الوضع المعيشي

حلب – زين العابدين حسين – NPA
ارتفاع تكاليف المعيشة في حلب وانخفاض سعر الليرة السورية مقابل ارتفاع سعر صرف الدولار والذي تخطى /600/ ليرة للدولار الواحد وثبات الأجور، كلها مشاكل تعيق المواطن من العيش حياة مستقرة في مناطق سيطرة الحكومة السورية, مما يضطره للعمل بأية من مهنة إلى جانب وظيفته ليكفي بها أهم حاجيات ومستلزمات عائلته.
عمل إضافي
محمود عبدالله، وهو موظف متقاعد مقيم في حلب، يقول لـ "نورث برس" إن "ارتفاع الأسعار مقارنة مع الراتب الذي نتقاضاه لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يكفيك أكثر من عشرة أيام، فمثلا أنا لدي ثلاثة أولاد وراتبي التقاعدي هو /50/ ألف ليرة سورية، أي ما يعادل حوالي ثمانين دولار أمريكي، وهذا لا يكفي آجارنا للمنزل الذي استأجرته بأربعين ألف ليرة شهرياً".
يضيف عبدالله قائلاً "إن رواتبنا لم تزدد منذ عام 2016 ، حيث تم إضافة /7,500/ ليرة سورية وقتذاك إلى التعويض المعاشي بقرار من الرئيس، ومع ذلك حتى الآن لم تقم الحكومة السورية بدراسة موضوعية لهذا الأمر، ولذلك أضطرُّ للعمل على سيارة أجرة لإعانة عائلتي وتأمين مصروف أولادي نوعاً ما".
راتب يعادل 100 دولار
بدوره يشتكي أحمد الأحمد، موظف في سلك التدريس بإحدى مدارس مدينة حلب، أيضاً بأن الراتب الذي يتقاضاه هو وزوجته لا يكفيهم للعيش وتأمين متطلبات معيشتهم، حيث لديه خمسة أولاد، وكلهم طلبة بالمدراس والجامعة.
يتابع الأحمد قائلاً بأن راتبه /42/ ألف ليرة سورية، وراتب زوجته /38/ ألف ليرة سورية، أي مجموع رواتبهم لا يتجاوز /133/ دولار أمريكي، في حين إن رواتبهم كانت تعادل ألف دولار أمريكي تقريباً قبل بدء الأزمة السورية.
إعانة المغترب
تعتمد عائلة الأحمد بشكل أساسي، مثل أغلب من لهم أولاد في الخارج، على أولادهم المغتربين منذ خمس سنوات في المهجر لإعانتهم  مضيفاً، وهو يضحك، بأن الحكومة السورية أصدرت قراراً بإعطاء /50/ ألف ليرة سورية كقرض لكل موظف لشراء حاجات العيد والتقسيط على /10/ أشهر، متسائلاً "كيف سيدبر الموظف لاحقاً اموره في حال الخصم!".
وبحسب بيانات البنك الدولي فقد بلغت قيمة التحويلات الخارجية إلى سوريا بشكل كلي العام الفائت نحو /1.62/ مليار دولار، وبحسب الخبراء فإن الفئة الكبرى من الشعب السوري الباقي في الداخل تعتمد بشكل أساسي على الحوالات الخارجية لأنه يحتاج إلى سبعة أضعاف متوسط الراتب للعيش حياة شبه كريمة نوعاً ما.