دمشق ـ نورث برس
خروج الفروج عن قدرة السوريين على الاستهلاك جعل موائدهم خالية من مصادر البروتين الحيواني بكل أنواعه.
فقد سجلت أسعار الفروج أرقاماً غير مسبوقة, حيث وصل كيلو الشرحات إلى 30 ألف ليرة في سابقة لم تحصل، وكذلك كيلو الفروج الحي لا مس سعر 11 ألف ليرة.
واضطر الغالبية للاستغناء عن شراء حتى القطع الصغيرة من الفروج التي اعتادوا مؤخراً على اعتمادها كطريقة لإعداد وجبات بما يشبه نكهة الدجاج.
منافسة شرسة
قبل أن يبدأ المستهلكون بالصراخ من ارتفاع أسعار الفروج الكبير، سبقه أشهر من استغاثات المنتجين من خسائر أعادت الكثير منهم إلى الصفر بعدما انخفض سعر كيلو الفروج إلى 4 آلاف ليرة بينما كلفته تفوق 7 آلاف ليرة.
وأضاف علي الشيخ وهو صاحب مدجنة في محافظة طرطوس، لنورث برس، أن “منتجاتهم من الفروج قضى عليها الفروج المهرب الذي دخل من لبنان قبل فترة عيد الأضحى, حيث أغرقت الأسواق بكميات كبيرة منه”.
لكبار التجار
وبينت إحصاءات وزارة الزراعة السورية، أن نسبة المداجن التي أغلقت في محافظة طرطوس فاقت 72% .
وتحدث منتجون عن مشاكلهم مع الاستثمار في المداجن، كعجزهم عن تأمين التكاليف خاصة للصغار منهم، سواء بسبب ارتفاع سعر الأعلاف أو بسبب ارتفاع درجات الحرارة, وعدم القدرة على تأمين المازوت لتشغيل المراوح، ما تسبب بموت الكثير من “الصيصان”.
وهذا جعل السوق حكراً على كبار المربين الذين أصبح بإمكانهم التحكم بالكميات الموردة وبحركة العرض والطلب التي تحكم السوق.
بلا بروتين
في حين بيّن خبير زراعي، يعمل في مهنة المداجن في محافظة طرطوس، أن المشكلة أيضاً تكمن في انخفاض القدرة الشرائية لعامة السكان، والتي غيرت كثيراً في طريقة استهلاك الفروج الذي يعد المصدر الأساسي للحصول على البروتين لدى العائلات السورية بعد تراجع استهلاك اللحوم الحمراء بسبب ارتفاع سعرها، وكذلك السمك الذي تعد حصة المواطن منه أقل من كيلو غرام وهي الأقل عالمياً.
وأشار إلى أن الغلاء تسبب بصعوبة في الحصول على صحن البيض الذي وصل سعره إلى 15 ألف ليرة، وكذلك الحال مع الألبان والأجبان, لتصبح كل مصادر البروتين خارج إمكانية الاستهلاك لعامة الشعب.
غياب التبريد
وإذا كانت نسبة المداجن التي أغلقت في طرطوس تفوق السبعين في المائة، فإن نسبة الاستهلاك انخفضت إلى 75 % حسب تأكيد مصدر في جمعية اللحامين بدمشق لنورث برس.
وأكد المصدر، التراجع الكبير في الطلب على اللحوم بكل أنواعها خاصة بعد عيد الأضحى.
وبين المصدر أن انخفاض القدرة الشرائية مع غياب الكهرباء ونقص المازوت يحول دون إمكانية الاحتفاظ باللحوم مبردة وهذا يفرض على اللحامين إما بيعها بسعر أقل أو تركها حتى تتلف بانتظار زبائن لا يأتون.
إلى النصف
أضاف المصدر، أن اللحوم الحمراء ليست أفضل حالاً، فقد سجلت الأسواق أسعاراً لا تقل عن 28 ألف ليرة لكيلو لحم العجل مع العظم، مما خفض نسبة استهلاك اللحوم الحمراء أيضاً إلى 60% حسب المصدر في جمعية اللحامين.
وبيّن أن عدد العجول التي تذبح يومياً في دمشق وريفها انخفض إلى النصف وأن العدد انخفض من 400 إلى 200 رأس عجل وبقر.
وكمحاولة للتدخل الإيجابي، طرحت وزارة التجارة الداخلية فروجاً مجمداً في صالاتها بسعر 9 آلاف ليرة، في بعض المحافظات، لكنها لم تحدث أي فرق نوعي في السعر والتسعير.