السويداء- نورث برس
ساهم الحراك الشعبي في السويداء جنوبي سوريا، بتطويق آفة انتشار المخدرات وتحجيم سطوة “العصابات”، فضلاً عن استتباب الأمن نسبياً، وفقاً لما أعلن الجناح الإعلامي لحركة “رجال الكرامة” وآخر ناشط مدني.
وتشهد محافظة السويداء حاله هدوء وترقب، عقب الحراك الشعبي الذي أفضى لعدة نتائج أمنية “مهمة”، وفقاً لناشطين محليين ومناصرين للحراك، بعد أن كانت المنطقة على وشك أن تتحول إلى بؤرة لأعمال الخطف والسرقة والترويج للمخدرات.
وقال قيادي في حركة “رجال الكرامة” في السويداء لنورث برس، فضل عدم الكشف عن اسمه، إن نتائج الحملة الأخيرة للفصائل المحلية كانت “ممتازة “، وبدأ السكان “يشعرون بالأمن”.
وأشار القيادي في الحركة إلى أن عدداً من المجموعات المسلحة في السويداء قامت بتسليم سلاحها المتوسط والثقيل لحركة رجال الكرامة ووضعوا أنفسهم تحت تصرف “الحركة”، في أعقاب الحراك.
لكن الحركة لازالت بحاجة لدعم من كافة فئات المجتمع ووجهاء المحافظة للاستمرار بهذه الحملة وفرض الأمن والاستقرار، حسب القيادي.

ومنذ الثالث والعشرين من تموز/ يوليو الماضي، شهدت محافظة السويداء، توتراً واحتجاجاً للسكان رداً على ممارسات وانتهاكات مجموعات مسلحة تابعة للأمن العسكري بحق المدنيين.
وتطورت تلك التوترات إلى اشتباكات مسلحة أفضت إلى طرد المجموعات من المحافظة من قبل حركة “رجال الكرامة” وهو الفصيل الأبرز في السويداء.
وقال الجناح الإعلامي للحركة، إنه “منذ بداية الحملة الأهلية على العصابات شهدت محافظة السويداء توقف عمليات السرقة الخطف والقتل والترويع وانقطاع المواد المخدرة”.
وهذا يعد من “أهم نتائج الحراك الشعبي وينعكس بشكل إيجابي على الوضع الأمني الداخلي في المدينة”، بحسب ما قاله الجناح الإعلامي في حديث لنورث برس.
وأضاف، أن “مروجي المخدرات في السويداء كثر ولهم انتشار واسع، ولكن مع القضاء على رؤوس تلك العصابات لوحظ توقف انتشار المواد المخدرة وتوقف المروجين والتجار عن البيع خوفاً من العقاب”.
وأشار الناطق الإعلامي إلى أن أغلب المواد المخدرة تأتي من الخارج، بما فيه معمل الكبس والتعليب الذي عثر عليه في منزل المدعو “راجي فلحوط” يستمد مواده الأولية ليتمكن من التصنيع.
وفي السابع والعشرين من الشهر الماضي، عُثر على آلات ومكابس لتصنيع الحبوب المخدرة وأكياس لتغليف الحبوب عند اقتحام مقر “فلحوط” في بلدة عتيل شمال محافظة السويداء.
وشدد الجناح الإعلامي للحركة على دور المجتمع المدني والفصائل المسلحة في السويداء، وعلى رأسهم حركة رجال الكرامة، في الوقوف بوجه “العصابات وتجار المخدرات” في السويداء.
في السياق، قال سلطان معروف، وهو اسم مستعار لناشط مدني من السويداء، إنه من دون المزايدات للحراك الشعبي الأخير في السويداء فقد “حقق نتائج إيجابية وملموسة”.
ومنذ السادس والعشرين من تموز/ يوليو الماضي، وهو يوم سقوط مقر “عصابة راجي فلحوط المدعوم أمنياً” لم يسجل في المنطقة أي حالة قتل أو خطف أو سرقة سيارة لغاية اليوم بحسب “معروف”.
وأضاف الناشط أنه بالإضافة إلى ذلك، لم تحصل عمليات ترويج للمخدرات أيضاً، وهذا ما تلمسه الجانب الأردني أيضاً وصرحت حكومة المملكة أن تجارة المخدرات ضعفت خلال الأيام الماضية في منطقة السويداء تحديداً.
وفي مطلع العام الجاري، وجهت الحكومة الأردنية رسالة غبر مباشرة إلى الحكومة السورية بعد إعلانها ضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة والأسلحة قادمة من الأراضي السورية، وقالت “إن لم تتصرفوا فسنحمي حدودنا”، بحسب ما نقلت قناة المملكة عن قيادي عسكري.

وتقع السويداء على الحدود مع الأردن الذي يدخل جيشه وحرس حدوده بين الفترة والأخرى في اشتباكات مع مهربين ويقوموا بعمليات ضبط مواد مخدرة، وفقاً للبيانات الرسمية الأردنية.
وبحسب الناشط المدني فإن “أعمال العصابات قلت في السويداء، بعد القضاء على الرأس الأكبر لها وهو راجي فلحوط”.
ورغم أنه لم يقدم وثائق ملموسة، اتهم الناشط إيران وفصائل مقربة منه بتورطها مع “العصابات” التي كانت منتشرة على نطاق واسع قبل أن يحقق الحراك الشعبي النتائج “الإيجابية”.
لكنه حذر من أن الأمور لم تنته بعد في السويداء، فمن الممكن أن تستمر هذه العصابات في أعمالها بطريقة أو بأخرى حتى لو كان بشكل فردي “ولكن بالمحصلة هذا العصابات انتهت”.