السويداء – جبران معروف – NPA
تفشَّت خلال الأسابيع الأخيرة، حالة من الانفلات والتوتر الأمني، والفوضى التي بدأت تتسع رقعتها في السويداء، يوماً بعد آخر، وأظهرت معها تقاعس الجهات الأمنية الحكومية والفصائل المحلية عن ضبط الأمن ما أسفر عن حالات اختفاء قسري في جنوبي البلاد.
إحصاءات تموز
إذ سجلت جهات حقوقية محلية خلال شهر تموز /يوليو الفائت، /19/ حالة اختفاء قسري، في محافظة السويداء.
وتحدثت المصادر الحقوقية التي رفضت الكشف عن اسمها لأسباب أمنية إلى "نورث برس" قائلة: "شهر تموز الفائت من العام 2019، شهد وقوع /19/ حالة اختفاء، من ضمنها /17/ حالة اختطاف بهدف الفدية المالية."
المصادر أكدت إطلاق سراح /4/ مختطفين منهم، فيما لا يزال مصير البقية مجهولاً إلى الآن، إذ تجري مفاوضات بين الخاطفين وذوي البعض.
فيما جرى اعتقال اثنين من المجموع العام لحالات الاختفاء من قبل الجهات الأمنية الحكومية.
آخر حالات الاختطاف كانت لجندي سابق في قوات الحكومة السورية، من محافظة حلب، والذي اتجه إلى السويداء في جنوبي البلاد، بهدف الحصول على تعويض عقب إنهاء الخدمة العسكرية في القوات الحكومية.
وأكدت المصادر أن فصائل محلية سعت بشكل فوري لإطلاق سراح العنصر المختطف.
أسباب الاختطاف
من جانبه، وفي حديث لـ"نورث برس"، أعاد أبو مروان، وهو ناشط في المجال الاجتماعي بالسويداء، (طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية)، الأسباب الكامنة وراء عمليات الخطف بقصد الفدية، إلى "تدهور الوضع الاقتصادي داخل المحافظة".
وأسهب في شرحه للأسباب مضيفاً، أن أسباب الاختطاف تعود كذلك لـ"غياب المشاريع التنموية، وإغلاق أبواب السفر أمام شباب المحافظة، التي يعتمد عدد كبير من سكانها على تحويلات المغتربين، في وقت توجد كتلة كبيرة من الشباب العاطل عن العمل والمحاصر داخل المحافظة، إما بسبب الخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياطية، أو لأسباب أمنية متعددة".
كما لفت أبو مروان، إلى أنه "قبل سيطرة الحكومة في دمشق على مناطق المعارضة في درعا، كانت تشكل عمليات نقل الوقود والمواد الغذائية، مصدر دخل لكثير من شباب المحافظة، وضخها لكتلة مالية كبيرة إلى المحافظة، هذه الكتلة غابت اليوم، إضافة إلى عدد كبير من الوافدين العائدين لمناطقهم."
وأضاف كذلك أن "الوضع الأمني المتردي يشجع على ارتكاب مثل هذه الأعمال، من امتناع المؤسسات المسؤولة عن تنفيذ القانون، إلى انتشار السلاح العشوائي."
وقف الجريمة
وختم الناشط قائلاً: "يشاع أن السلطة تريد أن تفرض سطوتها بشكل كامل إن كان لدى الأهالي رغبة بوقف الجريمة."
وتسود في الأوساط الاجتماعية بمحافظة السويداء حالة قلق واسعة من أثار انتشار الجريمة في المحافظة وخاصة الخطف، مع قلق أكبر من فكرة استخدام القوة العسكرية والعنف لضبط الوضع.
فيما يُتهم الكثير من مرتكبي الأعمال الخارجة عن القانون بالارتباط "بأجهزة أمنية"، في حين تنكر الأخيرة ذلك.
وبذلك يرتفع إلى /89/ عدد حالات الاختطاف في محافظة السويداء، التي جرى تسجيلها خلال أشهر أيار /مايو، وحزيران /يونيو، وتموز /يوليو من العام الجاري 2019، والتي طالت أشخاصاً مدنيين وعسكريين.