أكثر من ألفي نازح قرب الحدود مع تركيا يعانون واقعاً طبياً وإنسانياً مزرياً
إدلب – بشار الفارس – NPA
تطفو المأساة الإنسانية من مخيم لآخر، مع توسع النقص وزيادة الانعدام فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ضمن مخيمات لنازحين تزايدت أعدادهم في الأشهر الأربعة الأخيرة.
مخيم الوادي القريب من الحدود السورية – التركية، يعد أحد هذه المخيمات التي تعاني تردياً كبيراً في الواقع الإنساني والصحي، لتزيد من مأساة قاطنيه مع استحالة العودة لمناطقهم التي نزحوا عنها في الوقت الراهن.
قاطنو المخيم اشتكوا لـ"نورث برس" سوء الأوضاع الصحية والخدمية، مع تردي الواقع المعيشي والصحي لمعظمهم، فالمخيم المبني بشكل عشوائي، بات بحاجة خدمات صحية وإنسانية وغذائية، مع خدمات في الجانب اللوجستي.
ورغم سوء تنظيم المخيم، فإن الكثير من العوائل تعيش تحت أشجار الزيتون في العراء، نتيجة عجزهم عن تأمين خيمة صغيرة، بسبب انعدام القدرة الشرائية، وتصاعد أسعار الخيم مع ازدياد النزوح.
إحصائيات واستغاثة
إداريون في مخيم الوادي، أكدوا لـ"نورث برس" وجود أكثر من /2,000/ شخص، من النازحين من ريف حماة الغربي وريف إدلب الجنوبي، نتيجة عمليات التصعيد التي طالت المنطقة من قبل سلاحي الجو السوري والروسي والقوات الحكومية.
وتحدثت فاطمة الدالي وهي نازحة من جنوب إدلب، وتقطن في مخيم الوادي، قائلة: "في الشتاء لا يمكننا الخروج من المخيم ومن خيمنا حتى، بسبب الطين، إضافة لعدم وصول المياه إلينا، ولدينا أغطية (بطانيات) وضعناها كخيمة، إلا أنها تمزقت من الرياح."
وأردفت الدالي قائلة بلهجتها: "بيوتنا تدمرت وأراضينا راحت."
فيما قال الحاج سيد الضاهر، بانهم نازحون منذ عامين، ولم يعبِّد لهم أحد الطريق الواصل إلى المخيم، كما لم تقم أية منظمة بإقامة خيم أو تجديد الخيم المهترئة، مشيراً لوفاة طفلتين نتيجة صعوبة المواصلات ووصف وضع المخيم بأنه في "حالة يرثى لها".
ونتيجة القصف والدمار و"سياسة الأرض المحروقة" من قبل القوات الحكومية السورية وروسيا، هي من دفعت أحمد نصر عبدو إلى النزوح والفرار من سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي.
وأكد عبدو لـ"نورث برس" أنهم لجأوا للمخيم "فراراً من الموت"، مشيراً لمعاناتهم الصحية من "سوء التغذية وسوء الطبابة".
وأضاف "ما في لا مأوى ولا طرق معبدة ولا في جوامع ولا مدارس، جيل كامل بدو ينحكم عليه بالأمية نتيجة عدم وجود مدارس، مجاعة بالمخيم موجودة والناس ما عندها تاكل."
وأوضح كذلك أن الخيم هي ملك شخصي للنازحين، وهي قديمة وتعاني من اهتراء، ولا يمكنها أن تقيهم لا برد الشتاء ولا حر الصيف، لافتاً إلى انعدام وجود المراكز الطبية والدعم الغذائي والرعاية الطبية.
الافتقار إلى المتطلبات الرئيسية للحياة، ومواجهة الكارثة الإنسانية، دفع سكان مخيم الوادي لإطلاق نداء استغاثة، لتقديم المساعدات الغذائية والطبية واللوجستية، متأملين أن ينقذوا الأطفال من الأمراض والجهل الذي ينتظر نهشهم، وتلبية أبسط متطلبات الحياة.