ضمور في الدماغ يشلّ حركة طفل بمخيم نازحين ووالداه يسعيان لإبعاد الموت عنه
إدلب – بشار الفارس – NPA
في خيمته التي لا يملكها أساساً، يراقب ياسر المحمود، طفله المصاب بـ"ضمور دماغي" وبسوء تغذية حاد، وفيما بقية الأطفال يواصلون لعبهم اليومي، يبقى علي (10 أعوام) ملازماً فراشه والأرض.
ابتسامات بين الفينة والأخرى، خلال نظره لوالديه، تمنح الأمل لهم بشفاء طفلهم، النازح مع أهله من قرية العمقية في الريف الشمالي الغربي لحماة.
نزحت عائلة علي من قرية العمقية بسهل الغاب، إلى مخيم الصفصافة القريب من الحدود السورية – التركية، ويعيش مع عائلته في المخيم، الذي تسبب النزوح إليه بانقطاعه عن العلاج الذي كان يتلقاه في السابق، ما تسبب له بمضاعفات سلبية.
وأدى انقطاع العلاج إلى "انحناء في العمود الفقري، ونقص في التروية، بسبب عجز عائلته عن تأمين العلاج والأدوية اللازمة لطفلهم."
والد علي قال لـ"نورث برس" أن ابنه يعاني من شلل دماغي، فيما أخبره الطبيب الذي راجعه مؤخراً بأن الطفل يعاني من سوء تغذية، ويردف الأب بحرقة "حالته متدهورة بشكل كبير، ويعاني أيضاً من انحراف بالعمود الفقري مع سوء تغذية ونقص تروية."
الأب ياسر يلفت النظر إلى وضعه بالقول: " نحن عائلة نقطن في خيمة ليست لنا بالأساس، ابني علي يموت ببطئ، أمامي أنا وأمه، ولا يمكننا تقديم أي شيء له إذ باتت ظروفنا صعبة للغاية."
ياسر محمود حمل طفله خارجاً من الخيمة، حتى يمكن للاثنين نسيان ألمهما، بعد أن قدم لطفله جرعة جديدة من الأدوية، التي تبقي موت علي أبعد بقليل، فيما يترقب وقفة لمنظمات إنسانية وإغاثية وطبية على باب الخيمة ذاتها، ليجروا علاجاً ناجعاً لطفله الذي يرغب ياسر في أن يكون كبقية أبناء جيله.
ضمور الدماغ يعتبر من الأمراض العصبية التي تتسبب بتأثير كبير على وظيفة الدماغ الرئيسية، والذي يتمثل بتلف وفقدان خلايا في الدماغ، ما يؤدي إلى القصور وفقدان القدرة على تنفيذ عمليات إرادية، مع تأثره على التركيز لدى المصاب.
المرض الذي يصيب الإنسان في سنوات عمره الأولى، أصاب علي في قريته التي شهدت قصفاً كبيراً سابقاً بمنطقة سهل الغاب، وجعلته ملازماً للفراش أو لحضن أبويه، الذين يسعيان، دونما نتيجة كبيرة، لإبعاد الموت عنه، فيما يحاول مواساتهم ببضع ابتسامات يرسمها لتغلِّف ألمه، وتقدمه ضاحكاً إلى والديه.