الوضع الاقتصادي المتردي في السويداء يمنع الأهالي من السياحة الداخلية
السويداء – NPA
حوَّلت الأوضاع الميدانية على الساحة السورية، خلال الأعوام الأخيرة، السياحة بالنسبة لسكان البلاد إلى "حلم" يمنع تحقيقه عدد لا محدود من الظروف أولها الأوضاع الأمنية غير المستقرة، وضعف القدرة المادية لدى الطبقات المتوسطة والفقيرة، ومحدودية القدرة على السفر.
هذه الأوضاع السيئة، وما أفرزته من انعكاسات على حياة السكان، أثار حفيظة معظمهم، وكان سكان محافظة السويداء جزءاً من ذلك، ممن بات التنزه داخل المحافظة حتى، صعباً على سكانها، بحيث وصفه بعض السكان بـ"حلم جديد يسعى له الأهالي."
وعود بلا تحقيق
وتقول أم فادي حديفة وهي سيدة من سكان مدينة السويداء في حديثها لـ"نورث برس" أن العطلة الصيفية تكاد تنتهي ولم يتمكنوا إلى الآن من الخروج في أية نزهة أو رحلة ترفيهية، مشيرة إلى الإلحاح الكبير من قبل أطفالها لتنفيذ الفكرة، إلا أن الظروف تحول دون تنفيذ الوعود هذه.
وأكدت على أن الرحلة الترفيهية أو النزهة "مكلفة للغاية لعائلة موظف مكونة من /4/ أفراد، حيث تكلف الرحلة الواحدة في الحد الأدنى نحو /15/ ألف ليرة سورية، في الوقت الذي يبلغ فيه راتب الموظف نحو /40/ ألف ليرة."
كما لفتت لوجود "مناطق طبيعية للتنزه بالقرب من مدينة السويداء، كحرش سليم وقنوات شمال المدينة، أو ظهر الجبل شرقها، أو وادي مظلم وسد حبران جنوبها"، كاشفة عن قلقها بانقضاء الصيف دون التمكن من التنزه مع عائلتها، بخاصة مع اقتراب العيد وافتتاح المدارس وحاجة ذلك لميزانية خاصة أو أنها ستضطر لما وصفته "ضغط المصروف، المضغوط أصلا" حسب تعبيرها.
رحلة البحر..مستحيلة
ويلفت عصام نور، وهو موظف من السويداء في حديث لـ"نورث برس"، إلى أن فكرة الذهاب في رحلة إلى البحر باتت "مستحيلة" لكثير من سكان السويداء.
وأوضح ذلك بالقول: "نحن أسرة من خمسة أفراد، على الأقل يحتاج كل فرد /50/ ألف ليرة سورية، أي /250/ ألف ليرة، وهذا المبلغ يساوي دخل موظف درجة أولى لمدة /6/ أشهر، فضلاً عن المخاوف الأمنية."
وتابع بأن "تعويض الرحلة إلى البحر، جاء من خلال قرار شخصي بالذهاب إلى المسبح، الذي يتقاضى ألفي ليرة عن كل شخص في المسابح من الدرجة المتوسطة، ويدخل ما يريد من الأطعمة، وذلك لمدة /5/ ساعات في اليوم، فلجأت إلى تبديل الفكرة واستأجرت مسبح مع بيت صغير".
المنشآت هذه، بحسب وصف عصام نور، انتشرت في الآونة الأخيرة في السويداء، خلال الأعوام الأخيرة، كفكرة تأمين مناطق خدمات للسياحة الداخلية، بعد امتناع غالبية سكان المحافظة عن مغادرتها، فيما يتراوح إيجار المسبح الواحد تبعاً لحجمه والتجهيزات المتوافرة، ما بين /40-75/ ألف ليرة سورية.
شكاوى بالجملة
فيما اشتكى عماد سلمان خلال حديثه لـ"نورث برس"، قلة المنشآت السياحية الخدمية في المحافظة، بحيث تعد على أصابع اليد الواحدة، مع قلة المنشآت الشعبية، فضلاً عن صعوبة الوصول إليها لرداءة الطرق ونقص المواصلات، إضافة إلى أنها مكلفة بالنسبة لأصحاب الدخل المحدود.
إحصاءات الفقر
من جانبه كشف المكتب المركزي للإحصاء عن تجاوز معدل البطالة في محافظة السويداء حاجز الـ /24%/، بالإضافة إلى أن /33.5%/ من السكان غير آمنين غذائياً، مع تهديد /44%/ من السكان بفقدان الأمن الغذائي، فيما ينتمي نحو /45.90%/ من سكان محافظة السويداء لطبقة الموظفين من ذوي الدخل المحدود.
هذه الإحصائيات والشكاوى من السكان تكشف عن تصاعد الفقر في محافظة السويداء، الأمر الذي جعل من السياحة حلماً للكثير من السكان الذين تمر بهم الأشهر، دون أن يجدوا فيهم فسحة داخلية أو خارجية للتنزه والخروج من أجواء الحرب هذه.