أسعار الخضراوات في إدلب ترتفع والمستفيد “قياديون في تحرير الشام”

إدلب نورث برس

يرتاد بشير غنوم (52 عاماً) وهو من سكان حي القصور في مدينة إدلب، كل يوم السوق الرئيسي وسط المدينة لشراء حاجيات منزله من الخضراوات.

لكن الرجل ومنذ ثلاثة أيام، لم يتمكن من شراء ما تحتاجه عائلته، بسبب الارتفاع “الكبير” بأسعار بعض أصناف الخضراوات ولا سيما البندورة التي ارتفع سعرها أكثر من ثلاثة أضعاف.

وتشهد أسواق إدلب منذ مطلع الأسبوع الجاري، ركوداً غير معتاد بعد الارتفاع الملحوظ  في أسعار العديد من أصناف الخضراوات كالبندورة والخيار والبطيخ واللوبياء والفاصولياء، على الرغم من أنها في ذروة موسمها.

ويجد “غنوم” الأسعار الحالية لا تتناسب مع دخل عائلته المؤلفة من أحد عشر فرداً، إذ كان يحتاج في السابق وبشكلٍ يومي لخمسة كيلوغرامات من البندورة وكان سعرها لا يتجاوز ليرتين تركيتين للكيلوغرام الواحد.

بينما حالياً يزيد سعر الكيلوغرام عن عشر ليرات تركية، أي أن الرجل الخمسيني يحتاج لـ50  ليرة تركية (12 ألف ليرة سورية) ثمن شراء بندورة فقط، وهو ما يراه فوق استطاعته، وجعلها خارج حساباته بشكلٍ كامل لحين هبوط سعرها.

ويشير الرجل إلى أنه وفي حال بقيت الأسعار على حالها، فإن عائلته لن تستطيع هذا العام صنع مؤونة دبس البندورة، وخاصة أن عائلته تحتاج لكمية تزيد عن 300 كيلوغرام من البندورة وهو ما كان معتاداً أن يشتريه في السنوات الماضية.

كما أكد أنه في الوقت نفسه لا يمكنه شراء الدبس جاهزاً من المحال بسبب سعره المرتفع، إذ أن سعر الكيلوغرام في الصيف يزيد عن 50 ليرة تركية، بينما في الشتاء ربما قد يصل إلى 80 ليرة، إن لم يصل إلى مئة ليرة.

“الإنتاج المحلي قليل”

ويرجع بعض التجار الارتفاع الحاصل، لقيام حكومة الإنقاذ الجناح المدني لهيئة تحرير الشام(جبهة النصرة سابقاً) بـ”إيقاف استيراد أصناف محددة من الخضراوات من تركيا وشمال حلب”.

وكانت إدارة معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، أصدرت قراراً منعت من خلاله استيراد البندورة والبطيخ والجبس خلال الفترة الممتدة من عشرين حزيران/ يونيو وحتى الثلاثين من أيلول/ سبتمبر الجاري، “دعماً للموسم الصيفي المحلي”.

ويقول لؤي الحاج نعسان (47 عاماً) وهو صاحب محل لبيع الخضراوات في السوق الرئيسي بمدينة إدلب، إن كميات البندورة في السوق قلت بعد إيقاف استيرادها من تركيا وشمال حلب.

ويشير إلى أن المنطقة تعتمد اليوم على الإنتاج المحلي الذي يعتبر هذا العام “قليلاً جداً” نتيجة موجات الصقيع التي ضربت المحاصيل الزراعية خلال آذار/ مارس الفائت والتي أدت إلى تلف عشرات الهكتارات من الخضراوات.

وارتفع سعر كيلوغرام  البندورة  من 3 ليرات إلى 10 ليرات تركية (ما يعادل 2500 ليرة سورية)، والبطاطا من أربع ليرات إلى 6 ليرات.

أما الخيار فارتفع من ليرتين ونصف إلى 7 ليرات، والباذنجان من ليرتين إلى ثلاث ليرات، والفليفلة من 5 إلى 9 ليرات تركية.

 احتكار

وتؤكد مصادر خاصة في إدلب لنورث برس، أن “حكومة الإنقاذ” أصدرت تعليمات مؤخراً لمعابرها الفاصلة بين مناطق سيطرتها ومناطق شمال حلب بمنع إدخال أصناف محددة من الخضراوات.

وتشير تلك المصادر إلى أن العديد من قياديي الهيئة ممن يمتلكون آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية في إدلب وخاصة في بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين، يستثمرون تلك الأراضي بزراعة الخضراوات، وأن إيقاف الاستيراد ما كان إلا لرفع أسعار الإنتاج المحلي.

وبعد جولة استمرت لأكثر من ساعة، عاد رضوان الدوري (34 عاماً) وهو نازح من ريف حماة الشمالي ويسكن في مدينة إدلب، إلى منزله خالي الوفاض بعد أن تفاجئ بأسعار الخضراوات التي ارتفعت بين “ليلة وضحاها”.

يقول “الدوري” لنورث برس، إنه أجرى حساباً بسيطاً بعد اطلاعه على الأسعار، ليكتشف أن طبقاً من سلطة الخضار، سيكلفه أكثر من 30 ليرة تركية (7200 ليرة سورية).

ويتساءل: “كيف سيكون الأمر إن أرادت عائلتي إعداد وجبة طعام كاملة؟”.

ويجد هو الآخر الذي تتألف عائلته من سبعة أفراد، صعوبة في تأمين احتياجات عائلته من الخضراوات في الوقت الحالي، وخاصة أن يوميته لقاء عمله في مصنع لمواد البناء لا تتجاوز الـ50 ليرة تركية (12 ألف ليرة سورية).

 إعداد: بهاء النوباني – تحرير: سوزدار محمد