توافر الكهرباء يحدد سعر “الليلة السياحية” في اللاذقية

اللاذقية ـ نورث برس

يصفونه بـ”العام الأسوأ على الإطلاق”، إذ أن ساعات التقنين الطويلة قضت على مصدر دخلٍ أساسي للكثير من العائلات في الساحل السوري.

وتقول رغد عيد، وهي صاحبة شاليه في محافظة اللاذقية لنورث برس، إنها لم تتمكن من تحصيل سعر في هذا الموسم، لأن غالبية القادمين للاصطياف “وهم قلة هذا العام” يسألون عن مدى توافر الكهرباء وفيما إذا كان هنالك مولدة أم لا؟”.

“لا يهم النسق”

وأشارت إلى أنه عند تأمين أي مصدر للطاقة لا يهتم طالب الإيجار بموقع الشاليه فيما إذا كان نسق أول على البحر أم ثان وثالث.

وأضافت “عيد” أن الرطوبة في الساحل تجعل الحاجة ماسة لاستخدام التكييف، ومن يأتي بقصد السياحة لن يتحمل الحر والرطوبة في الشاليه.

هذا الكلام أكده رجل الأعمال جورج  صايغ من محردة في حماة السورية، الذي قال لنورث برس، إنه كان عليه الاختيار بين الاكتفاء بالإضاءة فقط في شاليه بمنطقة وادي القنديل في اللاذقية بسعر 100 ألف ليرة، أو بسعر 250 ألف ليرة فيما إذا أراد تشغيل أجهزة كهربائية كالبراد والمكيف وغيرها من الأجهزة.

وأضاف أن الخيارات تنتفي في شاليهات رأس البسيط، ومن يقصد المنطقة عليه انتظار التقنين الكهربائي، لأنه لا يوجد بدائل طاقة شمسية أو مولدات، وبسعر يصل إلى 100 ألف لليلة.

شقق سياحية للبيع

بينما تضيف ربا السيد، وهي صاحبة شقة مخصصة لتأجير السياح في المنطقة السياحية الأشهر في محافظة باللاذقية وهي صلنفة، أن عملهم يعتمد بشكل أساسي على السائح العربي عموماً، والخليجي خصوصاً.

وتقول لنورث برس: “الحرب حالت دون وصول السياح العرب إلى سوريا، والحركة تكاد تقتصر على السياحة الدينية من دول مجاورة كالعراق وإيران ولبنان وذلك بقصد زيارة المقامات الدينية”.

وأكدت “السيد” أن “هنالك الكثير من الشقق المعروضة للبيع في صلنفة وبأسعار منخفضة بسبب تراجع الحركة السياحية، وضيق حال السكان”.

غياب المواصلات

يعيش من تـأجير المنشآت السياحية أكثر من حلقة، فهنالك ما يشبه المكاتب العقارية حيث يتمركز أشخاص في الشوارع القريبة من الشاليهات، يقصدهم طالبو الإيجار، بعدما حصلوا على تفويض من مالك الشاليه، ويحصلون على نسبة من كل عملية تأجير.

ويؤكد علي الشيخ، وهو أحد العاملين في هذا المجال، لنورث برس، أن “الاعتماد الأساسي عموماً هو على المجموعات الداخلية التي تأتي من حلب ودمشق، ولكنها كانت هذا العام هي الأقل”، ويعتقد أن صعوبة المواصلات ونقص المحروقات “من أهم أسباب تراجع السياحة الداخلية”، إضافة لمشكلة الكهرباء ونقص الماء.

وقال إن نسبة الحجوزات لهذا العام لا تصل إلى 10% في الشاليهات.

مشكلة عامة

مدير السياحة في محافظة اللاذقية فادي نظام، أكد التراجع في هذا الموسم السياحي. وأشار في تصريحاته إلى أن السبب يعود لمشاكل الكهرباء والماء، وأن محاولات استثناء بعض المنشآت السياحية من تقنين الكهرباء لم تكن كافية، لأن مشكلة الكهرباء عامة في كل البلاد، حسب قوله.

وأشار إلى أن عدد المنشآت السياحية في محافظة اللاذقية يصل إلى 100 منشأة من مختلف التصنيفات، في حين يصل عدد المنشآت السياحية في محافظة طرطوس إلى٢٤٠ منشأة، من مختلف الدرجات، حسب تصريحات مدير سياحة طرطوس بسام عباس.

ورغم العمل على تأمين شواطئ شعبية يتمكن أصحاب الدخل المحدود من دخولها في كل من محافظتي طرطوس واللاذقية، إلا أن الضغوط الاقتصادية الخانقة تحول دون التفكير من أساسه في السياحية لأبناء المنطقة خاصة.

إعداد: ليلى الغريب ـ تحرير: قيس العبدالله