تركيب4500 طرف صناعي في مركز بالقامشلي

القامشلي – إبراهيم إبراهيمي – NPA
يعمل مركز تركيب الأطراف الصناعية في مدينة القامشلي منذ خمس سنوات على تعويض الأطراف الصناعية لمن فقد أطرافه، وركب المركز منذ افتتاحه حتى الآن4500  طرف صناعي.
ويقدّم المركز كل خدماته بالمجان، اعتماداً على كوادر محلية تلقوا التدريب في المركز وتعلموا المهنة.
تقول نسرين إبراهيم مصممّة الأطراف الصناعية في المركز لـ"نورث برس"، "في البداية نأخذ المقاسات بواسطة الجص الرطب, من ثم تأتي عملية التعبئة والتصنيع بالطرق اليدوية, من ثم ننظّف الطرف ونجمّله".

4500 طرف صناعي
تعرّض الآلاف من المدنيين في شمال وشرقي سوريا طوال سنوات الصراع الطويلة لفقدان أطرافهم؛ نتيجة الحرب والتفجيرات والألغام والحوادث؛ فكان مركز تركيب الأطراف الصناعية في القامشلي قبلتهم؛ لتعويض أطرافهم المفقودة بأخرى صناعية, بعد أن تعسّر الذهاب إلى دمشق والمحافظات السورية الأخرى نتيجة ظروف الحرب.
مصممّ الأطراف الصناعية في المركز ريباز إبراهيم، تحدث لـ"نورث برس" عن فكرة تأسيس هذا المركز قائلاً "أسسّ المركز شخص واحد, وكان مبتور القدم, وكان يعلم ما يعانيه من فقد قطعة من جسده, فأراد أن يساعدهم".
مرّ على هذا المركز الآلاف من الناس الذين فقدوا أقدامهم أو أيديهم؛ نتيجة الحرب والحوادث، واستطاع الاستجابة لحالات متعددة حيث يبين إبراهيم بأنّ المركز منذ افتتاحه حتى الآن "ركّب4500  طرف صناعي".
ويوثّق المركز بحسب إبراهيم تسجيل الاسم والمكان وسبب الفقد وصور للمراجع، وأولى خطواته بالطرف الصناعي.

أمل الأطفال
آخر من حصلت على قدم صناعي هي الطفلة مريم محمد إبراهيم (6 أعوام) من بلدة معبدة/كركي لكي, والتي فقدت قدمها إثر حادث سير تعرضت له منذ أشهر.
تتمرن الطفلة مريم في مركز الأطراف الصناعية في القامشلي على قدمها الصناعية، التي ركّبت لها بعد أن فقدت قدمها اليمنى, وهي تترنح في مشيتها على أمل العودة إلى حياتها الطبيعية واللعب مع الأطفال.
باتت تباشير الفرح واضحة على وجه مريم النحيل, بعد أن ركّب المركز قدمها الصناعية فتقول لـ"نورث برس" بنبرة أمل "أدعو الله أن أستطيع في العام القادم الذهاب إلى المدرسة واللعب مع رفيقاتي".
يعمل محمد إبراهيم والد الطفلة مريم سائق تكسي في بلدة معبدة/ كركي لكي، شمالي سوريا, وعلى إثر الحادث الذي تعرضت له طفلته توجّه إلى مركز الأطراف الصناعية في القامشلي.
يقول محمد إبراهيم "أخذوا قياس قدمها منذ ثمانية أيام, وأخبروني البارحة بأن نحضر اليوم إلى المركز لتركيب القدم الصناعي؛ فركبوا القدم، ونحمد الله؛ فهي الآن تمشي".
يعتبر مركز الأطراف الصناعية في القامشلي المركز الوحيد في منطقة الجزيرة, ويتبع المركز للهلال الأحمر الكردي، الذي يزود المركز بالمواد الأولية لتركيب الأطراف الصناعية, وبحسب القائمين عليه فإنّ المركز لم يتلقَ حتى الآن أية مساعدة من منظمات إنسانية أو جهات دولية.