سوريون يبيعون أغراضهم بثمنٍ بخس هرباً من اسطنبول

اسطنبول- محمد الينايري- NPA  
تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إعلانات مختلفة شاركها سوريون عبر صفحات خاصة ببيع الأغراض المُستخدمة، يعرضون فيها بعض أغراضهم (أثاث وأغراض مختلفة) للبيع بثمنٍ بخس؛ هرباً من ولاية اسطنبول التركيّة، على وقع الحملة الأمنية غير المسبوقة المُستمرة التي تستهدف السوريين في الولاية، بخاصة من مخالفي الكملك (بطاقة الحماية المؤقتة) الخاص بهم.
"والله العظيم غرفة النوم ما صارلي مشتريتها أسبوعين وكلفتنا /2000/ ليرة، وباقي الغراض، الغسالة والبراد وغرفة القعدة والخزانات، كلها نظيفة وجديدة، بدنا نبيع كل هدول الأغراض بما فيها غرفة النوم بـ /1800/ ليرة؛ لأننا رح نطلع من اسطنبول.. والله يجازي اللي كان السبب"، منشور شاركته إحدى السيدات عبر صفحة لبيع الأدوات المستعملة في اسطنبول، أوضحت فيما بعض سبب بيع أغراضها بأنها سوف تترك الولاية، على أساس أن بطاقة الحماية المؤقتة الخاصة بها على غير ولاية.
ورصدت "نورث برس" قيام عدد آخر من السوريين في اسطنبول بعرض أغراضهم للبيع على صفحات خاصة بالعرب في اسطنبول. ومن بين تلك النماذج التي تم رصدها فقد عرضت صاحبة الحساب الذي يحمل اسم إيلين الشام (والتي تقيم في اسينيورت) ثلاجة (برّاد) وغسّالة خزّانة ملابس وعجلة أطفال، للبيع. أما المستخدم زاهر مصري، فقد عرض سكناً شبابياً بمحتوياته للبيع، بمنطقة سوغانلي.
ومن بين النماذج التي تم رصدها أيضاً قيام مستخدمة يحمل حسابها اسم "كوثر" بعرض عفش بيت بالكامل للبيت "بسبب الترحيل"، عبر صفحة "عرب اسطنبول"، وقد شاركت صوراً للأثاث الذي ترغب في بيعه في حالة جيدة.
وتأتي عمليات البيع المذكورة في خطٍ متوازٍ مع تحذيرات من تضرر الاقتصاد التركي بخروج السوريين، على أساس أن السوريين قد أسهموا في تعزيز أداء العديد من القطاعات، بخاصة القطاع العقاري، وخروجهم أو اعتبارهم تركيا بيئة غير آمنة يفرون منها، من شأنه التأثير بشكل أو بآخر على الاقتصاد التركي والوضع الداخلي.
ويخشى قطاع عريض من السوريين المتواجدين في اسطنبول، من الترحيل إلى سوريا، بخاصة أن بعضاً منهم يخالف الإقامة في اسطنبول، بخلاف مخاوف أخرى مرتبطة بإذن العمل والسفر وخلافه. فيما قدّرت إدارة معبر باب الهوى عدد السوريين الذين تم ترحيله من الأراضي التركية بنحو /4380/ شخصاً منذ بداية شهر تموز/يوليو الجاري.
ويُقيم في اسطنبول وحدها  /548/ ألف سوري، ويشكلون 3,64% من السكان، فيما يصل إجمالي عدد السوريين في تركيا, طبقاً لإحصاءات وزارة الداخلية التركيّة في أيار/مايو الماضي, ثلاثة ملايين و/561/ ألفا و/70/ سورياً.
ويقول (ع.س) وهو شاب سوري يقيم في اسطنبول منذ عام ونصف العام، إن بطاقة الحماية المؤقتة له على ولاية أخرى غير اسطنبول، لكن عمله في اسطنبول، ما اضطره للبقاء فيها، والآن هو مُهدد بفقدان عمله إن اتخذ قرار المغادرة إلى ولايته المُسجل بها، علاوة على أنه مهدد بالترحيل في أي وقت يتم إلقاء القبض عليه فيه.
ويوضح لـ "نورث برس" أنه يفكر في اتخاذ تلك الخطوة التي من شأنها تغيير الكثير بالنسبة لوضعه الحالي، الذي وصفه بـ "المستقر" نسبياً منذ خروجه من غوطة دمشق، مشدداً على أنه من الضرورة بمكان أن يتم منح السوريين مهلة حقيقية لتوفيق أوضاعهم، لاسيما أن المهلة التي مُحنت قبل أسابيع قليلة لم تكن حقيقية، على اعتبار أن عمليات الترحيل لا تزال مستمرة "ونعيش في ذعر خشية الترحيل".
ويشهد المجتمع التركي تبايناً حول الموقف من الوجود السوري، لاسيما في الأوساط المختلفة في اسطنبول، وهو ما تم التعبير عنه خلال تظاهرة تضامنية تم تنظيمها يوم السبت الماضي بمنطقة الفاتح عبّر المشاركون فيها عن تضامنهم مع السوريين، بينما واجهتها تظاهرة أخرى مناوئة للوجود السوري، ووقعت مناوشات بين الجانبين.
وتتصاعد حدة الهجوم من قبل سياسيين أتراك، على السوريين ومسألة تواجدهم في تركيا، ودعا رئيس حزب الحركة القومية التركي دولت باهتشلي، السبت، في كلمة له أمام حشد من مناصريه، إلى تخصيص منطقة آمنة تكون تحت إشراف وسيطرة تركيا شمال سوريا، وبعمق /30/ كم، ومن ثم إعادة السوريين إلى سوريا تدريجياً على دفعات.