84 بالمئة من اللاجئين السوريين في لبنان يرغبون بالعودة في ظلِّ الأوضاع السيئة

بيروت ـ ليال خروبي ـ NPA
كشفَ إحصاءٌ أجرته المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في لبنان أن /84/ في المئة من اللاجئين السوريين يريدون العودة إلى قراهم ومدنهم.
وأكّدت الناطقة باسم المفوضية في لبنان ليزا أبو خالد، في حديثٍ لـ"نورث برس" أن الاستبيان شمل كل مخيمات اللاجئين في لبنان والمناطق التي يتوزعون فيها خارج المخيمات. مشدّدةً على أنَّ "معظم اللاجئين السوريين في لبنان يرون أن عودتهم إلى سوريا هي الحل الأفضل".
كما لفتت أبو خالد إلى أنه "في ظلّ عودةِ عددٍ من اللاجئين إلى سوريا واستعداد بعضهم الآخر للعودة على المدى المتوسّط، فإنه يجب الحفاظ على كرامتهم وسلامتهم في لبنان".
دور المفوضية
وحول الدور الذي تلعبه المفوضية في عمليات العودة تشرح أبو خالد: "يلتقي موظفو المفوضية بالناس قبل عودتهم للتأكد من أنهم يمتلكون الوثائق الصحيحة مثل شهادات الميلاد والمدارس، وهم أيضًا حاضرون في نقاط المغادرة لجميع الحركات المنظمة للأمن العام". كما تؤكد في نفس الوقت أن "دورنا هو احترام قرار اللاجئين، وليس اتخاذ قرارٍ نيابةً عنهم".
العودة الآمنة
وفي ظلِّ التقارير الإعلامية والحقوقيّة التي تتحدث عن ملاحقات وأخطار يتعرض لها اللاجئون العائدون، ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان "أنَّ نحو /2000/ شخص اعتُقلوا بعد العودة إلى سوريا خلال العامين الماضيين".
كما ذكر تقرير نشرته صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية الشهر الماضي أنه: "حتى الذين لم يعتقلوا خضع أغلبهم لشكل من أشكال الأذى من قبل النظام، أقلها أن يجبرهم على الوشاية بأقاربهم".
تقول أبو خالد: "الوصول إلى اللاجئين العائدين ضروري أيضًا في سوريا،  وفي حين أن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لديها إمكانية الوصول إلى مناطق معينة في سوريا، لا يزال من الصعب علينا الوصول الفوري إلى جميع المناطق التي يعود اللاجئون إليها".
ولفتت أبو خالد إلى أنه خلال اجتماعات المفوض السامي فيليبو غراندي، الأخيرة في دمشق دعا "إلى زيادة وصول المفوضية إلى أماكن العودة، لتوفير المزيد من الدعم للنازحين والعائدين من اللاجئين".
واقع اللجوء في لبنان
وطالما لم تتوفر بعد شروط العودة الآمنة الطوعية للاجئين فإنّ أبو خالد تفسّر رغبةَ العدد الأكبر منهم بالعودة بسبب سوء أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية في لبنان، حيثُ تبيّنُ أبو خالد خلال حديثها لـ"نورث برس" أنّ "ثلاثة أرباع اللاجئين السوريين في لبنان تحت خط الفقر، ويعيش 51٪ منهم تحت خط الفقر المدقع بأقل من /3/ دولارات أمريكية في اليوم، ويحصل أقل من نصف السكان على دعم غذائي /27/ دولار أمريكي للشخص الواحد شهريًا".
 كما تشير أبو خالد إلى أنَّ، /19/ بالمئة فقط يتلقون دعمًا نقديًا آخر /17/ دولارًا أمريكيًا لجميع أفراد الأسرة شهريًا. وعليه، "فإن/90/ بالمئة من اللاجئين السوريين لديهم ديون بقيمة /1000/ دولار أمريكي لأنهم لا يستطيعون تغطية احتياجاتهم الأساسية من المأوى والغذاء والدواء".
وتشدد أبو خالد على أنه "من الصعب على اللاجئين إيجاد فرص كسب الرزق في الاقتصاد الحالي، حتى في القطاعات الثلاثة المسموح بها، والمساعدة الإنسانية ليست كافية لتغطية احتياجات حتى أشد الناس ضعفا".
وقد أعلنت الحكومة اللبنانية في تموز/يوليو  2018 أنها ستقوم بتسهيل عودة اللاجئين إلى سوريا بموجب اتفاق مع الحكومة السورية. وفي آذار/مارس 2019 أعلن الأمن العام اللبناني أن /172,046/ لاجئاً عادوا إلى سوريا منذ كانون الأول/ديسمبر 2017.