القاهرة- محمد أبوزيد- NPA
يدرس مستثمرون سوريون في تركيا الخروج من السوق التركية والهروب باستثماراتهم إلى الخارج، وذلك على وقع الحملة الأمنيّة الأخيرة التي شهدتها اسطنبول, واستهدفت الوجود السوري في الولاية.
وكانت الحملة سبباً في تخوف العديد من المستثمرين حول مستقبل أعمالهم في تركيا، وخاصة في ظل التطورات الداخلية والخارجية التي تطرأ على السياسة التركية.
وطبقاً لما نقله المحامي السوري فراس حاج يحيى المقيم في باريس، وقبلها في العاصمة المصرية القاهرة، فإن "المستثمرين السوريين في تركيا يبدؤون بالبحث عن بدائل لنقل استثماراتهم لبيئة استثمارية آمنة وحاضنة لهم بعد التضييقات الأخيرة والوجهة القادمة لهم غالباً هي مصر".
وأفاد حاج يحيى، عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الأربعاء، بأن "عدداً لا بأس به من المستثمرين السوريين تواصلوا معه ومع عدة محامين من أصدقائه في مصر, حول ذلك الأمر وآلياته مع مصانعهم وعمالهم".
وكان الخبير الاقتصادي السوري يونس الكريم، قد ذكر في تصريحات سابقة لـ"نورث برس" أن "الضغط على السوريين بهذا المنحى في إشارة لعمليات الترحيل التي تتم مؤخراً من اسطنبول يعني أن تركيا نفسها ستعاني من مؤشرات اقتصادية سيئة خلال الفترات المقبلة، وسوف يظهر للسوريين الموجودين في تركيا أن البيئة التركية غير مستقرة، وبالتالي مشاريعهم وأعمالهم الاقتصادية مع كثير من الشركات ستكون محل مخاطرة".
ولا يوجد إحصاء رسمي دقيق بشأن إجمالي استثمارات السوريين في السوق التركية بمختلف القطاعات. لكن في الثالث عشر من شهر كانون الأول/ديسمبر 2018 أصدر مركز "وقف أبحاث السياسات الاقتصادية التركية" تقريراً تفصيلياً عن تأثير السوريين على الاقتصاد التركي، وعدَّ التقرير السوريين في المرتبة الأولى بتركيا من حيث تأسيس الشركات سنوياً على صعيد المستثمرين الأجانب.
وكانت القيمة الإجمالية تصل إلى /119343550/ ليرة تركية (22.1 مليون دولار)، وذلك أن السوريين وعلى مدار سبع سنوات أسسوا ما يزيد عن /10/ آلاف شركة في تركيا، بواقع أربع شركات يومياً، والعدد يزيد إذا ما أخذت في الحسبان الشركات والمشروعات والاستثمارات الأخرى غير المسجلة.