أيام انتظار رسائل الغاز تتعدى الـ100 في السويداء

السويداء- نورث برس

ينتظر عماد عزام ( 50عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد سكان مدينة السويداء،  منذ سبعين يوماً الحصول على أسطوانة غاز من خلال تطبيق “وين”، لكن دون جدوى.

وخلال الأشهر الماضية، كان “عزام”  وهو موظف حكومي، وفقاً لما يذكره لنورث برس، يحصل على أسطوانة كل ستين يوماً بسعر11500 ليرة.

ويشتكي سكان في السويداء، من تأخر حصولهم على مخصصاتهم من الغاز المنزلي، حيث يضطرون للانتظار أكثر من شهرين متواصلين حتى يتسنى لهم الحصول على أسطوانة غاز.

وتدفع هذه المشكلة، بعض العائلات في المحافظة للبحث عن بدائل أخرى، لأن أسطوانة الغاز الواحدة لا تكفيهم طوال هذه المدة.

ويقول “عزام” إن أسرته المؤلفة  من خمسة أفراد تحتاج فعلياً إلى أسطوانة غاز كل عشرين يوماً.

وباستهزاء يضيف: “يبدو أن حكومتنا فرضت علينا كم مرة يسمح لنا الطهي في الشهر، الشعب السوري مبذّر عليه أن يتأقلم مع الرؤية الحكومية بأن الطهي ممنوع كل يوم وجرة الغاز يجب أن تكفي لشهرين”.

ويصعب على الموظف الذي لا يتجاوز راتبه 150 ألف ليرة سورية شهرياً، تأمين الغاز من السوق السوداء حيث يصل سعر الأسطوانة الواحد إلى 120 ألف ليرة سورية.

ووفقاً لما نقلته صحيفة “الوطن” شبه الرسمية، عن مصدر في جمعية معتمدي الغاز بدمشق، فإن واقع مادة الغاز المنزلي في دمشق وريفها “يدخل مرحلة صعبة بدأت تنعكس على كل من المعتمد والمستهلك”.

وأضاف، أن المعتمد بعد أن كان يستطيع الحصول على مخصصاته خلال سبعين يوماً أو ثمانين يوماً “أصبح ينتظر تسعين يوماً ومئة يوم في دمشق وبين 110 أيام و130 يوماً في ريف دمشق”.

وأشار  المصدر إلى أن عملية الإنتاج في معمل الغاز أصبحت متفاوتة وتتراوح بين 9 آلاف أسطوانة و15 ألف أسطوانة فقط يومياً، يعني أنه وسطياً لا يتجاوز الإنتاج اليومي للمعمل 12 ألف أسطوانة في ظل تركز العمل في وردية واحدة وهذه الكمية تقسم بين الريف والعاصمة.

وتستلم الشركة العامة للغاز في السويداء مخصصات الغاز من معمل عدرا، ليتم فيما بعد التوزيع على المعتمدين الذين بدورهم يوزعونها على السكان.

وكان وزير النفط والثروة المعدنية بسام طعمة، قال على هامش فعاليات معرض سوريا الدولي الثالث للبترول والغاز والطاقة “سيربترو” ٢٠٢٢، إن هناك نقصاً في توريدات الغاز خلال الشهر الحالي حيث وصل لأقل من 10 آلاف طن حتى اليوم والحاجة الشهرية بحدود 27 ألف طن وسبب ذلك “هو العقوبات والحصار الاقتصادي”.

ويقول  بسام الحلبي (45 عاماً) وهو معتمد لتوزيع الغاز في مدينة السويداء، إنه من أكثر من عشرة أيام لم يحصل على الغاز للتوزيع، “وعند سؤالهم عن السبب يخبروننا أن إنتاج معمل عدرا في الشمال  الشرقي من دمشق بحدوده الدنيا”.

ولم تلقَ تصريحات الوزير صدى إيجابياً لدى “الحلبي” الذي علق بالقول: “منذ أعوام وشماعة العقوبات هي المبرر عند الحكومة، وكأن العقوبات فقط على استيراد المحروقات للشعب، أما استيراد أحدث السيارات المنتشرة في العاصمة دمشق للمسؤولين وأولادهم تكون خارج قوانين العقوبات”.

ويبقى اللجوء إلى وسائل بديلة كالكهرباء رغم ندرة توفرها ومواقد المازوت والحطب هي الحل أمام سكان غير قادرين على تأمين الغاز من السوق الحرة.

وتقول وفاء النبواني (52 عاماً)، وهي ربة منزل من قرية أم الرمان في الريف الجنوبي للسويداء، إنها حصلت على أسطوانة غاز منذ أكثر من عشرين يوماً، لذا تحاول الاقتصاد في تشغيلها لأنها تعلم أن استلامها مرة أخرى سيطول أشهراً.

وتلجأ  “النبواني” لاستخدام الكهرباء في حال وجودها، إضافة إلى استخدام موقد الحطب الذي صنعته بغرض الطهي، في ظل ازدياد ساعات التقنين الكهربائي.

إعداد: رزان زين الدين- تحرير: سوزدار محمد