آليات تُركن أمام محطات الوقود شمال شرقي سوريا بانتظار تحصيل المحروقات
القامشلي/ الحسكة/ كوباني- نورث برس
في محطة “حنتوش”، في مدينة الحسكة، وضمن طابور طويل، يركُن سعدون الجابر (48 عاماً)، سيارته تحت حرارة الشمس لعدّة ساعات، في انتظار دوره لتعبئتها بالوقود.
ويقول الرجل، بينما كانت الساعة تُشير إلى الحادية عشرة، إنه كان ينتظر منذ السادسة صباحاً، ويخشى أن تنتهي كمية الوقود في المحطة قبل وصول دوره، فيبقى بلا عمل.
وبرزت مشكلة نقص المحروقات في مناطق شمال شرقي سوريا الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية منذ مطلع الشهر الجاري، وتفاقمت أكثر قبل نحو أسبوعين، أدّت إلى تشكُّل طوابير تمتد أمام بعض المحطّات لأكثر من واحد كيلومتر.
ولا يُصرّح المسؤولون في الإدارة الذاتية، حول أسباب المشكلة التي ألقت بظلالها على كافة القِطاعات، وسط تساؤلات جديّة يطرحُها السكّان وأصحاب المحطّات والمِهن، حول كميات المحروقات المُستخرجة من الآبار، وكيف يتم استهلاكها، وهل يتمُّ بيعها لمناطق خارج سيطرة الإدارة الذاتية.
ولم تتمكن نورث برس، بالرغم من العديد من المحاولات من الحصول على تصريحٍ من قِبل محمد صادق أمين، مدير إدارة المحروقات العامة في الإدارة الذاتية.
ويستاء “الجابر”، الذي يعمل على سيارة أجرة لنقل طلبيات السُّكان باختلاف بضاعتها، من استمرار هذا الحال وخاصّة أنه يضطّر لشراء المازوت من السوق الحرة بـ1200 ليرة سورية لليتر الواحد، في حال لم يتمكن من الحصول عليه من محطات المدينة.

يُشير الرجل الأربعينيّ، أنه في حال حالفه الحظّ سيحصل على 25 ليتراً فقط من المازوت، وذلك بعد وقوفٍ قد يطول أحياناً لستة ساعات، “ننتظر يوماً لملء سيارتنا بالمازوت واليوم الذي يليه نبدأ بالعمل”.
صاحب المحطة الآنفة الذكر، فاروج محمود قال لنورث برس، إن الوقود يتمُّ توزيعه على أصحاب السيارات والآليات بحسب المتوفّر، فكل ثلاثة أو أربعة أيام تصل المحطّة كمية تتراوح بين 32 إلى 45 ألف ليتر.
وتبدأ المحطّة عملية التوزيع من الساعة السابعة صباحاً وحتى الثالثة بعد الظهر، وتحصل كل سيارة على 25 ليتراً من المازوت في اليوم الواحد، بحسب صاحب المحطّة.
وبعد سيارة “الجابر” بعدة أمتار، ينتظر عبدالله عثمان (33 عاماً)، وهو تاجر قطع كهربائية وصحية في القامشلي، هو الآخر دوره لتعبئة سيارته بالمازوت.
ويحدث كل هذا، في الوقت الذي تتجاوز فيه درجات الحرارة حاجز الأربعين درجة مئوية في عموم مناطق شمال شرقي سوريا.
وكان “عثمان”، قد انضمّ للطابور منذ الساعة السابعة والنصف، ويتوقّع أن لا يصله الدور حتى الساعة الثانية عشرة، مستنداً في ذلك على عدد السيارات التي تسبقه في الدور، فيضطّر هو الآخر في بعض الأحيان لشراء المازوت من السوق الحرّة.
المشهد في كوباني، لا يختلف عن باقي المناطق، إذ يضطّر محمد حسين (35 عاماً)، للانتظار نحو ست ساعات في طابور أمام محطّات الوقود لتعبئة سيارته بالمازوت، وأحياناً لا يحصل على مُبتغاه في حال انتهت كمية الوقود في المحطّة قبل أن يصله الدور.
يقول “حسين”، إنه جاء لمحطّة الوقود من الساعة الثامنة صباحاً، وسينتظر حتى الساعة الواحدة أو الثانية ظهراً للحصول على وقود سيارته.
وتضمُّ مدينة كوباني، سبع محطّات وقود، بينما يتمُّ توزيع الوقود في محطّة واحدة فقط، والتي ينتهي فيها كمية الوقود غالباً في أقل من يومٍ واحد، بحسب أصحاب سيارات.
ويشير “حسين”، إلى أن مخصّصات سيارته من الوقود هي 50 ليتراً أسبوعياً، ولكن هذه المخصّصات لا يحصل عليها غالباً، بحسب قوله.
وأمام هذا الحال، يضطّر عمر علي (42 عاماً)، وهو من سكان كوباني، لتخصيص يومٍ من كل أسبوع من أجل الوقوف في طابور المازوت.
ولحجز دور في الطابور وتجنّب الانتظار الطويل، يأتي “علي”، إلى المحطة الساعة الخامسة صباحاً، لكن ذلك يبدو في بعض الأحيان لاينفع، مع وجود من يسبقه في ذلك، علماً أن التوزيع يبدأ في الساعة الثامنة صباحاً.
ورغم ما تشهده المحطّات من طوابير، يؤكّد حليم عكو، إداري في لجنة المحروقات بمدينة القامشلي، أن كمية المحروقات المخصّصة للمحطّات لم تتغيّر إطلاقاً , وهي تتراوح ما بين 20 إلى 25 ألف ليتر كل يومين.
ويعتقد الإداري، أن سبب المشكلة ترجع إلى زيادة الآليات والسيارات في القامشلي، “نقوم بترخيص ما يُقارب 50 بطاقة من المعامل والمحلّات والمولّدات”.
ويُشير “عكو”، إلى أن هناك أربع محطّات توزّع المحروقات على السيارات في القامشلي.
ولكن أصحاب المحطّات يقولون، إن تلك الكميات غير كافية لجميع السيارات التي تقف في طوابير.