قلة الموارد والأعطال المتكررة تزيد من شكاوى سكان السويداء تجاه نقص المياه

السويداء- NPA
تتالى المشكلات وتستمر المعاناة لدى أهالي السويداء، نتيجة مواصلة الجهات الحكومية في تقصيرها بتقديم الخدمات لسكان المحافظة الواقعة في جنوبي سوريا.
إذ يعاني أهالي محافظة السويداء من تفاقم سوء واقع المياه، نتيجة وصول المياه إلى المنازل بفترات زمنية متباعدة، حتى وصل الأمر لأن تتأخر المياه في الوصول لبعض المناطق لأسابيع، نتيجة اعتماد مبدأ تسجيل الأدوار وتغذية المناطق بشكل متتالي وفق ترتيب معين.
ويضاف إلى ذلك مشكلة انقطاع المياه، ما يؤدي لتأخرها لفترة أطول من السابق، كما تحتوي المياه الواصلة إلى المنازل على شوائب فيها، إضافة لسوء طعمها.
انتظار طويل
قال وسيم عيد (45 عاماً) وهو من سكان الريف الجنوبي للسويداء، في حديث لـ"نورث برس"، أنه يشعر منذ الصغر بوجود أزمة في تخزين المياه، مشيراً إلى أن عائلته كانت تحصل على الماء من برك المياه المصطنعة التي تتجمع فيها مياه الشتاء.
الحالة هذه استمرت وفق وسيم لحين مد شبكات مياه، والتي كانت توصل مياهاً "بكميات قليلة وبمواعيد متباعدة جداً" على حد تعبيره، مؤكداً على أن خزان المياه هو أحد الأجزاء الأساسية في أي منزل بالسويداء، مع اختلاف سعاته من 50 برميل وصولاَ لأكثر من 300 برميل."
وأضاف "تتكرر انقطاعات المياه بين الفترة والثانية، ما يجبرنا على تأمين المياه عبر صهاريج خاصة، فتسجيل الدور عبر البلدية يستغرق وقتاً طويلاً، لأن المواطنين عليه أن ينتظروا دورهم."
"وجود شوائب في أماكن تعبئة المياه"
اشتكى عيد وجود مشكلة في الصهاريج الخاصة تتمثل بـ"عدم وجود رقابة على نظافة وتعقيم الصهريج ووجود شوائب في أماكن تعبئة المياه إذ يتم شراء المياه من آبار ارتوازية أو سطحية مملوكة من قبل أشخاص في المنطقة."
وفي السياق ذاته قال صالح حلح (39 عاماً)، في حديث لـ"نورث برس" أن"المشكلة هي أن المياه تحتوي على مذاق غير مستساغ، منها طعم الكلور، كما نلحظ بها الكثير من الشوائب، مثل الأتربة وغيرها، ما أجبرني على شراء جهاز لفلترة المياه، لتخفف من تلك الشوائب".
وأضاف "المشكلة لم تحل رغم السنوات الطويلة التي مضت سواء في الحرب أو ما قبلها"، لافتاً لتزايد الاستهلاك في فصل الصيف.
وأوضح حلح قائلاً: "عائلتي تحتاج كل /5/ أيام أو اسبوع لصهريج يتسع لـ/25/ برميلاً، وسعر النقلة الواحدة /6/ ألاف ليرة، ومع المياه التي تأتي من الشبكة أمضي الشهر."
وواصل حديثه "هذا يعني أني أحتاج وسطيا لـ/12/ ألف ليرة سورية شهرياً، وهو ما يعادل ربع راتبي من الدولة، ما يزيد من أعباء المعيشة، ولولا عمل زوجتي وعملي الخاص كان من المستحيل أن أستطيع تأمين احتياجاتي."
"مشكلة معقدة"
كما أكدت مصادر مطلعة على واقع المياه في السويداء، طلب عدم الكشف عن هويتها لـ"نورث برس"، أن "مشكلة المياه في السويداء معقدة، حيث يعتمد على السدود السطحية والآبار الارتوازية كمصادر لمياه الشرب، وسط معاناة منذ سنوات من انخفاض نسبة المياه في تلك السدود، إضافة لوجود أسماك في تلك السدود."
وأردف المصدر قائلاً: "الآبار الارتوازية غير كافية، وما يزيد الأمر سوءاً، خروج العديد من الآبار، على خلفية العمليات العسكرية ونتيجة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، والتي تتسبب بتعطيل الغطاسات، التي لا يوجد ورش لإصلاحها إلا في دمشق وحلب."
وأشار إلى أنه في الفترة الماضية "هناك أبار لم يتم تشغيلها بسبب عدم توفر مادة المازوت لتشغيل مولدات الكهرباء الخاصة بالآبار."
كما ختم "المذاق الذي يظهر بالماء في بعض المناطق، يعود لتعرض المياه للمعالجة وخاصة الواردة من السدود السطحية، وكذلك الشوائب الناتجة من قدم الشبكة وحاجتها للتجديد."
ووسط كل ذلك لا يزال سكان السويداء في حالة سيئة نتيجة قلة المياه، وسوء القسم الواصل منها إلى منازل السكان الذي بدأوا يبدون استياءهم بشكل أكبر من السابق، لعدم تحرك المؤسسات الحكومية السورية تجاه تلية مطالبهم في تأمين المياه.