مولدات كهربائية متوقفة عن العمل في الحسكة والقامشلي بسبب المحروقات

القامشلي/ الحسكة – نورث برس

 يُراجع عبد الله يونس (32 عاماً)، منذ عدّة أيام مكان المولّدة الكهربائية المتوقفة عن العمل، على أمل أن يبدأ صاحبها بتشغيلها،  فعجزه في تأمين مصدر بديل للكهرباء لمنزله في حي قدوربك، بالقامشلي، تسبّب بإصابة أطفاله بأمراض مع تخطّي الحرارة حاجز الأربعين درجة مئوية.

وكلّ مرّة يخبره صاحب المولّدة بعدم توفّر المازوت لتشغيل المولّدة، ويُلخّص معاناته بالقول، “أكثر من ثلاث مولّدات متوقفة عن العمل في الحي، الحالة يُرثى لها”.

وفي القامشلي كما معظم مدن شمال شرقي سوريا، تتصدّر مشكلة توقّف مولّدات كهرباء الأمبيرات في بعض الأحياء عن العمل، وتشكُّل طوابير تمتد أمام بعض المحطّات لأكثر من واحد كيلومتر، المشهد الأساسي في المنطقة حالياً.

ويرجع السبب، إلى بروز مشكلة نقص المحروقات التي ألقت بظلالها على كافة القطاعات، رغم أن منطقة الجزيرة السورية تضمُّ أكبر تجمُّعات لآبار النفط في سوريا. 

وأمام هذا الحال، يطرح السكان وأصحاب المحطّات والمهن تساؤلات جديّة حول كميات المحروقات المُستخرجة من الآبار وكيف يتم استهلاكها وهل يتم بيعها لمناطق خارج سيطرة الإدارة الذاتية في ظلّ نقصها بالمنطقة.

ويعتمد السكان في شمال شرقي سوريا بشكلٍ رئيسي في التغذية الكهربائية، على المولّدات ضمن نظام الأمبيرات، إلى جانب الكهرباء النظامية التي تشهد تقنيناً حادّاً بسبب انخفاض منسوب مياه نهر الفرات.

ويقول حسن محمد أنور(55 عاماً)، الذي يملك أكثر من عشرة مولّدات كهرباء في القامشلي وريفها، إنهم لا يحصلون على مخصّصات كافية من المازوت لتشغيل المولّدات، الأمر الذي يضطّرهم لإيقافها عن العمل لعدّة أيام.

ولكن ذلك يضع” أنور”، كما باقي أصحاب المولّدات في مشادّات كلامية وخلاف مع السكان.

ويشير صاحب المولّدة، إلى أنهم دائماً يتلقّون تبريرات من المحطّات بعدم توفّر كميات كافية من المازوت لتوزيعها، إذ أن وصولات التزويد أكثر من الكمية الموجودة  لديها.

وقبل وقفة عيد الأضحى الماضي، تعطلت إحدى مولّدات “أنور”، في حي قدوربك، نتيجة تأخير محطّة المحروقات بتزويده بالمازوت، حيث أدى التأخير إلى تراكم مادة  الشحم، والتسبّب بعطل في المحرك تصل تكلفة إصلاحه إلى ما يُقارب 3500 دولار، بحسب قوله.

ويتساءل، “من سيتحمّل كل هذه التكاليف؟”.

ووصلت درجة الحرارة في الحسكة، أمس الثلاثاء، إلى 45 درجة مئوية، في حين سجّلت في القامشلي 44 درجة، بحسب المديرية العامة للأرصاد الجوية السورية.

في الحسكة لا يبدو المشهد مختلفاً عن القامشلي، بل أسوأ في بعض الأحياء، فهناك حارات توقفت فيها المولّدات التي تُغذّيها بالكهرباء عن العمل منذ أسابيع.

ويشتكي علاء محمد (50 عاماً)، من سكان حي الناصرة بالحسكة من توقف مولّدة الحي عن العمل منذ قرابة الشهر، حيث قام صاحبها بإزالتها وقطع الكهرباء عن 170 منزلاً، بسبب نقص كمية المازوت المخصّصة لها وزيادة الأعطال، وفقاً ما أخبرهم به صاحبها.

ويقول الرجل الخمسيني، إنه يحتاج يومياً لـ3500 ليرة سورية، لشراء قوالب الثلج لتبريد المياه.

ويتساءل “محمد” بنبرة استياء، عن كيفية تدبّر أمورهم، بينما تصل درجات الحرارة في الحسكة في هذه الأيام لأكثر من 45 درجة مئوية.

وحول أسباب إزالته للمولدة في حي الناصرة، يقول إسماعيل علي (55 عاماً)، إن السبب يرجع إلى نقص كمية المازوت المخصّصة لها وازدياد أعطالها.

ويُشير إلى أن الكمية المخصّصة لمولّدته تبلغ 9000 ليتر شهرياً، ولكنه كان يستلم 3000 ليتر فقط، “ولا نستطيع شراء المازوت الحرّ، نتيجة ارتفاع سعره فسعر البرميل الواحد يصل إلى 150 ألف ليرة”.

إعداد: محمد أومري/ إيفا أمين-  تحرير: سوزدار محمد